للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن النبي صلّى الله عليه وسلّم قوله: «لا تمكر، ولا تعن ماكرا، ولا تبغ، ولا تعن باغيا، ولا تنكث، ولا تعن ناكثا». وقال تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّ بِأَهْلِهِ،} وقال: {يا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ،} وقال: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ} وقال أبو بكر الصديق-رضي الله عنه-:

(ثلاث من كنّ فيه كنّ عليه) وتلا الآيات الثلاث، وعن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «أسرع الخير ثوابا صلة الرّحم، وأعجل الشّرّ عقوبة البغي، واليمين الفاجرة». وعن ابن عباس-رضي الله عنهما- أنه قال: (لو بغى جبل على جبل لدكّ الباغي) ورحم الله من يقول: [البسيط]

يا صاحب البغي إنّ البغي مصرعة... فاربع فخير مقال المرء أعدله

فلو بغى جبل يوما على جبل... لا ندكّ منه أعاليه وأسفله

وكان المأمون العباسي يتمثل بهذين البيتين في أخيه الأمين حين ابتدأ بالبغي عليه، قال الشاعر الحكيم: [مجزوء الكامل]

والبغي يصرع أهله... والظّلم مرتعه وخيم

هذا؛ وانظر أنواع الظلم في رسالة: (الحج والحجاج في هذا الزمن) وأقبح أنواع الظلم أن يظلم الإنسان نفسه بارتكاب المعاصي والمنكرات، فيسبب لها الخلود في جهنم.

الإعراب: {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، أو في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف، انظر الشرح، وانظر مثله في الآية رقم [٣٠]، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. {وَمَنْ:}

الواو: حرف استئناف. (من): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وأجيز اعتبارها اسم شرط جازما، ولا وجه له ألبتة. {عاقَبَ:} ماض، والفاعل يعود إلى (من) وهو العائد، والمفعول محذوف، تقديره: المعتدي. والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها.

{بِمِثْلِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (مثل) مضاف، و {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. {عُوقِبَ:} ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى (من) أيضا. {بِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها، والعائد الضمير المجرور محلا بالباء. {ثُمَّ:} حرف عطف. {بُغِيَ:} ماض مبني للمجهول.

{عَلَيْهِ:} في محل رفع نائب فاعل، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ:} إعراب هذه مثل إعراب {لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ} في الآية [٥٨]، وهي مثلها جواب قسم محذوف، والقسم وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو (من)، والجملة الاسمية حينئذ مستأنفة، لا محل لها {إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ:} وهذه الجملة اسمية أيضا، وهي مستأنفة، وإعرابها ظاهر إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>