للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ والحجر يطلق على أشياء كثيرة: حجر الإنسان بفتح الحاء وكسرها، وهو ما بين يديه من ثوبه، ويقال: نشأ فلان في حجر فلان؛ أي: تحت رعايته، وعنايته، وهو بفتح الحاء: المنع من التصرفات المالية لصغر، أو سفه، أو فلس، وغير ذلك، والحجر بكسر الحاء، يطلق على الفرس الأنثى، وعلى العقل، قال تعالى: {هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ،} ويطلق على حجر إسماعيل بجوار الكعبة المعظمة، وعلى حجر ثمود؛ أي: بلادهم، وعلى الحرام، كما في هذه الآية، وقال الشاعر: [الطويل]

ألا أصبحت أسماء حجرا محرّما... وأصبحت من أدنى حموّتها حما

أراد: ألا أصبحت أسماء حراما محرما. قاله رجل كانت له امرأة، فطلقها، وتزوجها أخوه. أي: أصبحت أخا زوجها بعد ما كنت زوجها. وقد نظم بعضهم المعاني المتقدمة بقوله: [البسيط]

ركبت حجرا، وطفت البيت خلف الحجر... وحزت حجرا عظيما في دخول الحجر

لله حجر منعني من دخول الحجر... ما قلت حجرا، ولو أعطيت ملء الحجر

الإعراب: {يَوْمَ:} قال أبو البقاء: في العامل فيه ثلاثة أوجه: أحدها: اذكر يوم، والثاني:

يعذبون يوم، والكلام الذي بعده يدل عليه، والثالث: لا يبشرون يوم يرون، ولا يجوز أن تعمل فيه البشرى لأمرين: أحدهما: أن المصدر لا يعمل فيما قبله. والثاني: أن المنفي لا يعمل فيما قبل «لا». {يَرَوْنَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها. {الْمَلائِكَةَ:} مفعول به. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل: «إن». {بُشْرى:} اسم {لا} مبني على فتح مقدر على الألف في محل نصب. {يَوْمَئِذٍ:} فيه أوجه: أحدها: هو تكرير ل‍: {يَوْمَ} الأول، أي: تأكيد له. والثاني: هو خبر {بُشْرى} فيعمل فيه المحذوف، والجار والمجرور {لِلْمُجْرِمِينَ} تبيين، أو خبر ثان. والثالث: أن يكون الخبر {لِلْمُجْرِمِينَ} والعامل في {يَوْمَئِذٍ} ما يتعلق به اللام. والرابع: أن يعمل فيه {بُشْرى} إذا قدرت أنها منونة غير مبنية مع {لا،} ويكون الخبر {لِلْمُجْرِمِينَ،} وسقط التنوين لعدم الصرف، ولا يجوز أن يعمل فيه بشرى؛ إذا بنيتها مع {لا}. انتهى. وقال ابن هشام في المغني: ألا ترى أن اليوم لو علق ب‍: {بُشْرى} لم يصح من وجهين: أنه مصدر، وأنه اسم ل‍ {لا،} انتهى. و (إذ) ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين.

والجملة الاسمية: {لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ..}. إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف، تقديره: تقول الملائكة، أو يقولون، فعلى الأول: الجملة في محل نصب حال من {الْمَلائِكَةَ} وعلى الثاني: الجملة في محل نصب حال من واو الجماعة، وعلى الوجهين الرابط الضمير فقط. (يقولون): فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله. {حِجْراً:} مفعول مطلق لفعل محذوف

<<  <  ج: ص:  >  >>