قاله واحد منهم، وكان الباقون راضين، فكانوا جميعا في حكم القائلين. {اُقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ:} ثم اتفقوا على تحريقه. {فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النّارِ} أي: فقذفوه في النار، فأنجاه الله منها بأن جعلها عليه بردا، وسلاما. انظر ما ذكرته في سورة (الأنبياء) الآية رقم [٦٨ و ٦٩]. {إِنَّ فِي ذلِكَ:} أي في إنجائه من النار العظيمة التي أوقدوها، {لَآياتٍ} أي: دلالات وعلامات على قدرة الله تعالى. هذا؛ وذكر الجلال الآيات بأنها ثلاث: عدم تأثيرها فيه مع عظمها، وإخمادها، وإنشاء روض في مكانها في زمن يسير. {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ:} خصهم بالذكر؛ لأنهم هم الذين يتفكرون، ويتأملون، وينتفعون. يروى: أنه لم ينتفع أحد في ذلك اليوم الذي ألقي فيه إبراهيم في النار بشيء منها، وذلك لذهاب حرها. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{فَما:} الفاء: حرف عطف. (ما): نافية. {كانَ:} فعل ماض ناقص.
{جَوابَ:} خبر كان مقدم، وقرئ برفعه على أنه اسمها، و {جَوابَ} مضاف، و {قَوْمِهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {إِلاّ:} حرف حصر. {كانَ:} حرف مصدري، ونصب. {قالُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، و {كانَ} والفعل {قالُوا} في تأويل مصدر في محل نصب خبر كان على رفع:
(جواب)، وفي محل رفع اسمها مؤخرا على نصبه، وهو الأفصح؛ لأن فيه جعل الأعرف اسما. {اُقْتُلُوهُ:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {أَوْ:} حرف عطف. {حَرِّقُوهُ:} فعل أمر، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وجملة:{فَما كانَ..}. إلخ معطوفة على ما ذكر في الآية رقم [١٦]، أو هي مستأنفة، ولا محل لها على الاعتبارين. {فَأَنْجاهُ:} الفاء: حرف عطف. وقيل: الفصيحة، ولا وجه له.
(أنجاه): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {اللهُ:} فاعله. {مِنَ النّارِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة:
{فَأَنْجاهُ..}. إلخ معطوفة على جملة:(ما كان...) إلخ لا محل لها مثلها، والأولى عطفها على جملة محذوفة، التقدير: فقذفوه، فأنجاه الله. {كانَ:} حرف مشبه بالفعل. {فِي ذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: {كانَ} تقدم على اسمها، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {لَآياتٍ:} اللام: لام الابتداء، (آيات): اسم {كانَ} مؤخر منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {لِقَوْمٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة: (آيات)، وجملة:{يُؤْمِنُونَ} مع المتعلق المحذوف في محل جر صفة (قوم)، والجملة الاسمية:{كانَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، أو هي تعليل لمحذوف، أي: وخصوا بالذكر؛ لأنهم هم المنتفعون.