للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيا عجبا كيف يعصى الإل‍... هـ أم كيف يجحده الجاحد؟

وفي كلّ شيء له آية... تدلّ على أنّه الواحد

{مُوسى} هو ابن عمران، بن يصهر، بن قاهت، بن لاوي، بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق بن إبراهيم على نبينا، وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام. و {مُوسى:} اسم أعجمي لا ينصرف للعلمية، والعجمة، وهو مركب من اسمين: الماء، والشجر، فالشجر يقال له في العبرانية: (مو) والشّجر يقال له: شا، فعربته العرب، وقالوا: موسى بالسّين، وسبب تسميته بذلك: أنّ امرأة فرعون التقطته من نهر النيل بين الماء، والشّجر لمّا ألقته أمه فيه، كما هو مذكور في سورة (طه) و (القصص).

الإعراب: {وَإِذْ:} الواو: حرف عطف، أو استئناف. (إذ): ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر. {قالَ:} فعل ماض.

{مُوسى:} فاعله مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدّرة على الألف للتعذّر، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذ) إليها. {لِقَوْمِهِ:} متعلّقان بما قبلهما، والهاء في محل جرّ بالإضافة. (يا): أداة نداء تنوب مناب: أدعو. (قوم): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، والياء في محل جر بالإضافة، وحذف الياء هذه في النداء خاصّة؛ لأنّه لا لبس فيه، ومنهم من يثبت الياء ساكنة، فيقول: (يا قومي). ومنهم من يثبتها، ويحرّكها بالفتحة، فيقول: (يا قومي). ومنهم من يقلبها ألفا بعد فتح ما قبلها، فيقول: (يا قوما) ومنهم من يحذف الياء بعد قلبها ألفا، وإبقاء الفتحة على الميم دليلا عليها، فيقول: (يا قوم). قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته: [الرجز]

واجعل منادى صحّ إن يضف ل‍: «يا» ... كعبد عبدي عبد عبدا عبديا

ويزاد سادسة، وهي لغة القطع: (يا قوم) بضم الميم، ففي الحديث الشريف يقول: (يا ربّ! يا ربّ! يا ربّ!)، وقرئ في سورة (يوسف) رقم [٣٣]: (قال ربّ السجن أحب إليّ...) إلخ.

والآية الكريمة كلّها في محل نصب مقول القول. {اُذْكُرُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {نِعْمَتَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله. {عَلَيْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {نِعْمَتَ اللهِ،} أو بمحذوف حال منه. {إِذْ:} حرف تعليل، وهو أقوى من اعتبارها ظرفية. {جَعَلَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {اللهِ}. {فِيكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {أَنْبِياءَ:} مفعول به أوّل، والجار والمجرور: {فِيكُمْ} هما المفعول الثاني تقدّم على الأول، والجملة الفعلية تعليل للتذكير، لا محلّ لها، وجملة: {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً} معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. (آتاكم): فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>