للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العباس-رضي الله عنهم-. قال: كل هؤلاء حرم الله عليهم الصدقة؟ قال: نعم. أخرجه أحمد ومسلم والنسائي.

وروى الترمذي عن زيد بن أرقم-رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، والآخر عترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». وروى الترمذي أيضا عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجته يوم عرفة، وهو على ناقته القصواء يخطب، فسمعته يقول: «يا أيّها النّاس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به، لن تضلّوا كتاب الله، وعترتي أهل بيتي». انتهى. مختصر ابن كثير.

والمشهور: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أوصى بالتمسك في القرآن وسنته، وخذ ما يلي: عن ابن عباس -رضي الله عنهما-أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم خطب بالناس في حجة الوداع، فقال: «إنّ الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك ممّا تحاقرون من أعمالكم فاحذروا! إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، فلن تضلّوا أبدا، كتاب الله، وسنة نبيّه». رواه الحاكم، وقال:

صحيح الإسناد، وعن العرباض بن سارية-رضي الله عنه-أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلاّ هالك». رواه ابن أبي عاصم في كتاب «السنة»، والأحاديث التي تحث على التمسك بالسنة كثيرة مشهورة، وانظر فائدة في آخر سورة (الفتح) تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك. هذا؛ وفي قوله تعالى: {إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى} مجاز مرسل، علاقته المحلية، فقد جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها، كقولك: لي في آل فلان مودة، ولي فيهم هوى شديد، تريد: أحبهم، وهم مكان حبي، ومحله. {وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً} أي: يكتسب، وأصل القرف: الكسب، يقال: فلان يقرف لعياله؛ أي: يكسب. والاقتراف: الاكتساب، وهو يشمل عمل الخير، وعمل الشر، قال تعالى في سورة (الأنعام) رقم [١١٣]: {وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ}. {نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً} أي: تضاعف له الحسنة بعشر فصاعدا، قال تعالى في سورة (النساء) رقم [٤٠]: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً}. {إِنَّ اللهَ غَفُورٌ} أي:

يغفر الكثير من السيئات. {شَكُورٌ:} يكثر القليل من الحسنات، فيستر، ويغفر، ويضاعف فيشكر. هذا؛ وغفور، وشكور صيغتا مبالغة. هذا؛ والشكور معناه: هو الذي يجازي على يسير الطاعات كثير الدرجات، ويعطي بالعمل في أيام معدودة نعما في الآخرة غير محدودة.

الإعراب: {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب؛ لا محلّ له. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. {يُبَشِّرُ:} فعل مضارع. {اللهُ:} فاعله. {عِبادَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها، والعائد محذوف، كما رأيت تقديره في الشرح. هذا؛ وقال ابن هشام في المغني: فأما وقوع {الَّذِي} مصدرية، فقال به يونس،

<<  <  ج: ص:  >  >>