صلوات، وفيها تسع قراآت ذكرها ابن عطية. {وَمَساجِدُ} أي: ومساجد للمسلمين، ومعاني هذه الأسماء هي في الأمم التي لها كتاب على قديم الدهر، ولم يذكر في هذه الآية المجوس، ولا أهل الشرك؛ لأن هؤلاء ليس لهم ما يجب حمايته، ولا يوجد ذكر الله إلا عند أهل الشرائع، والوثنيون في هذه الأيام مثلهم في الهند، وغيرها.
{وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} أي: من ينصر دينه ونبيه، وقد أنجز الله وعده بأن سلط المهاجرين والأنصار على صناديد العرب، وأكاسرة العجم، وقياصرتهم، وأورثهم أرضهم، وديارهم. {إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ:} قادر مقتدر. {عَزِيزٌ:} لا يغلبه شيء في الأرض، ولا في السماء.
هذا؛ أما «الدار» فهي منزل الإنسان، ومسكنة في الدنيا، وهي مؤنثة، وقد تذكّر، أصلها:
دور بفتحتين، قلبت الواو ألفا؛ لتحركها، وانفتاح ما قبلها، وجمعها: ديار، ودور، وأدؤر، وأدور، وأدورة، وأدوار، ودورات، وديارات، ودوران، وديران، وأصل ديار: دوار، قلبت الواو ياء؛ لأنها وقعت عينا في جمع على وزن فعال، لمفرد اعتلت عينه بالقلب. هذا؛ والدار أيضا البلد، والقبيلة، ودار القرار في الآخرة، إما الجنة، وأما النار، والداران: الدنيا والآخرة، ودار الحرب: بلاد العدو. هذا؛ وقد قال أبو حاتم: إن الديار العساكر، والخيام، لا البنيان والعمران، وإن الدار البنيان، والعمران، وعليه قوله تعالى:{فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ} أي:
في عساكرهم، وخيامهم ميتين. وقال جل شأنه:{فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ} أي: في مدينتهم المعمورة، ولو أراد غير ذلك؛ لجمع الدار، فعلم من كلامه: أن الديار مخصوصة بالخيام، انتهى. قال صاحب الخزانة: وهذا غفلة عن قول الشاعر، وهو مجنون ليلى:(أقبّل ذا الجدار) وهو حائط البيت، وذلك في قوله:[الوافر]
أمرّ على الدّيار ديار ليلى... أقبّل ذا الجدار، وذا الجدارا
وما حبّ الدّيار شغفن قلبي... ولكن حبّ من سكن الدّيارا
الإعراب:{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بدل مما قبله، أو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، تقديره: أعني الذين. أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين. {أُخْرِجُوا:} ماض مبني للمجهول، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. {مِنْ دِيارِهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {بِغَيْرِ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، و (غير) مضاف، و {حَقٍّ} مضاف إليه. {إِلاّ:} أداة استثناء. {أَنْ يَقُولُوا:} مضارع منصوب ب: {أَنْ،}