للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا هند فلا تعجل علينا... وأنظرنا نخبّرك اليقينا

{إِلى مَيْسَرَةٍ:} إلى زمن اليسار، وهو ضدّ الإعسار، وهو وجدان المال الذي يؤديه في دينه. {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ} أي: وأن تصدقوا على المعسر بما عليه من الدّين، فتتركوا رءوس أموالكم للمعسر خير لكم. {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ:} أنّ التصدق خير لكم وأفضل؛ لأنّ فيه الثناء الجميل في الدّنيا، والثّواب الجزيل في العقبى، وخذ ما يلي:

عن أبي قتادة-رضي الله عنه-: أنه طلب غريما له، فتوارى عنه، ثمّ وجده، فقال: إنّي معسر، قال: فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة؛ فلينفّس عن معسر، أو يضع عنه»، أخرجه مسلم.

وعن أبي اليسر-رضي الله عنه-قال: سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من أنظر معسرا، أو وضع عنه؛ أظلّه الله يوم القيامة في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه» أخرجه مسلم.

وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «كان فيمن قبلكم تاجر يداين النّاس، فإن رأى معسرا؛ قال لفتيانه: تجاوزوا عنه؛ لعلّ الله أن يتجاوز عنّا، فتجاوز الله عنه» متّفق عليه.

الإعراب: {وَإِنْ:} الواو: حرف استئناف. ({إِنْ}): حرف شرط جازم. {كانَ:} فعل ماض تام بمعنى: وجد، وحدث، مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. {ذُو:} فاعله مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف، و {عُسْرَةٍ:}

مضاف إليه. هذا؛ وقيل: {كانَ} ناقصة، وتكلف تقدير خبر لها، ولا داعي لهذا التكلّف.

وقرئ: («كان ذا عسرة») وعليه فهي ناقصة، واسمها محذوف، التقدير: كان المدين ذا عسرة، و (ذا) خبرها منصوب، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وعلى كلّ فجملة: {كانَ..}. إلخ لا محل لها لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي.

هذا؛ ومن ورود «كان» تامة في الشّعر العربي قول الشاعر: [الطويل]

فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي... إذا كان يوم ذو كواكب أشحب

{فَنَظِرَةٌ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (نظرة): خبر لمبتدإ محذوف، التقدير:

فالواجب نظرة، أو مبتدأ خبره محذوف، التقدير: فعليكم نظرة، وعلى الوجهين فالجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محلّ لها؛ لأنها لم تحلّ محل المفرد، و ({إِنْ}) ومدخولها كلام مستأنف، أو معطوف على ما قبله لا محلّ له مثله. {إِلى مَيْسَرَةٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة (نظرة)، أو ب‍ (نظرة). {وَإِنْ:} الواو: واو الحال، (أن): حرف مصدري ونصب. {تَصَدَّقُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍ (أن) وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و {وَأَنْ تَصَدَّقُوا:} في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ. {خَيْرٌ:} خبره. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {خَيْرٌ}

<<  <  ج: ص:  >  >>