للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخشبة أرضا: إذا أكلتها. {تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ:} يقرأ بتسكين الهمزة تخفيفا، قال الشاعر في ترك الهمزة: [البسيط]

إذا دببت على المنساة من كبر... فقد تباعد عنك اللهو والغزل

وقال آخر، فهمز، وفتح: [المتقارب]

ضربنا بمنسأة وجهه... فصار بذاك مهينا ذليلا

هذا؛ والمنسأة: العصا، من: نسأت البعير: إذا طردته؛ لأنه يطرد بها، فهو اسم آلة، كالمكنسة والمكسحة. {فَلَمّا خَرَّ:} سقط على الأرض ميتا لا حراك به. {تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ:} علمت الجن بعد التباس الأمر عليهم، وجلى لهم، وظهر، وانكشف.

{أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ} أي: لو أنهم كانوا يعلمون الغيب كما يزعمون؛ لعلموا موت سليمان حيثما وقع ما أقاموا بعد موته حولا في تسخيرهم بالأعمال الشاقة، وذلك: أن الله عز وجل أعلمه بقرب أجله، فأراد أن يعمي على الجن موته، فدعاهم، فبنوا عليه صرحا من قوارير ليس فيه باب، فقام يصلي متكئا على عصاه، فقبض روحه، وهو متكئ عليها، فبقي عليها حتى أكلتها الأرضة، فخر، ثم فتحوا عنه، وأرادوا أن يعرفوا وقت موته، فوضعوا الأرضة على العصا، فأكلت يوما وليلة مقدارا، فحسبوا على ذلك فوجدوه قد مات منذ سنة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {فَلَمّا:} الفاء: حرف استئناف. (لما): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وهي ظرف بمعنى: «حين» عند ابن السراج، والفارسي، وابن جني وجماعة، تتطلب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوب ابن هشام الأول، والمشهور الثاني. {قَضَيْنا:} فعل، وفاعل. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْمَوْتَ:} مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها على اعتبار: (لما) حرفا، وفي محل جر بإضافة (لما) إليها على اعتبارها ظرفا. {فَلَمّا:} نافية. {دَلَّهُمْ:} فعل ماض، والهاء مفعول به.

{عَلى مَوْتِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

{إِلاّ:} حرف حصر. {دَابَّةُ:} فاعل: {دَلَّهُمْ،} والجملة الفعلية جواب (لما)، لا محل لها، و {دَابَّةُ} مضاف، و {الْأَرْضِ} مضاف إليه. {تَأْكُلُ:} فعل مضارع، وفاعله يعود إلى:

{دَابَّةُ الْأَرْضِ،} تقديره: «هي». {مِنْسَأَتَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:

{تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} في محل نصب حال من {دَابَّةُ الْأَرْضِ،} والرابط: الضمير فقط. هذا؛ وأجيز اعتبارها مستأنفة، لا محل لها، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

{فَلَمّا:} الفاء: حرف استئناف. (لما): مثل سابقتها. {خَرَّ:} فعل ماض، والفاعل يعود على (سليمان)، والجملة الفعلية يقال فيها ما قيل بسابقتها. {تَبَيَّنَتِ:} فعل ماض، والتاء

<<  <  ج: ص:  >  >>