للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن. ولم يتقدم له ذكر لفهمه من المقام، والتقول: تكلف القول، وإنما يستعمل في الكذب في غالب الأمر. {بَلْ لا يُؤْمِنُونَ} أي: جحدا، واستكبارا.

هذا؛ وقيل لعمرو بن العاص: ما بال قومك لم يؤمنوا؛ وقد وصفهم الله بالعقل؟ فقال: تلك عقول كادها الله. أي: لم يصحبها بالتوفيق. وقيل: {أَحْلامُهُمْ:} أذهانهم؛ لأن العقل لا يعطى للكافر، ولو كان له عقل؛ لامن. وإنما يعطى الكافر الذهن، فصار حجة عليه، والذهن يقبل العلم جملة، والعقل يميز العلم، ويقدر المقادير لحدود الأمر، والنهي. وروي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: أن رجلا قال: يا رسول الله، ما أعقل فلانا النصراني! فقال: «مه إنّ الكافر لا عقل له، أما سمعت قول الله تعالى-في سورة (الملك) -: {وَقالُوا لَوْ كُنّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ»}.

وفي حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-، فزجره النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثم قال: «مه، فإن العاقل من يعمل بطاعة الله». ذكره الترمذي الحكيم. انتهى. قرطبي.

هذا؛ و «أمر» يتعدى لمفعولين تارة بنفسه، كما في قولك: أمرتك الخير، وتارة يتعدى إلى الثاني بحرف الجر، كما في قولك: أمرتك بالخير، ومثله استغفر، واختار، وكنى، وسمّى، ودعا، وصدق، وزوّج، وكان، ووزن، فمثال: «استغفر» وقد نصب مفعولين صريحين قول الشاعر: [البسيط] أستغفر الله ذنبا لست محصيه... ربّ العباد إليه الوجه والعمل

ومثال «أمر» وقد نصب مفعولين صريحين قول عمرو بن معدي كرب، وينسب لغيره، وهو الشاهد رقم [٤٨٥] من كتابنا: «فتح رب البرية»، والشاهد رقم [٥٩٧] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [البسيط] أمرتك الخير فافعل ما أمرت به... فقد تركتك ذا مال وذا نشب

هذا؛ والأمر من أمر: مر، وأصله: أؤمر، لكن لم يستعمل في الأصل، وحذفت الهمزتان تخفيفا لاجتماع الضمات، وهذا الحذف واقع في الأمر المأخوذ من: أخذ، وأكل، فيقال: خذ، وكل، وقد قالوا: أؤمر، واؤخذ، فاستعملا على الأصل، ومنه: (اؤمر) في الاية رقم [١٤٥] و [١٩٩] من سورة (الأعراف)، ورقم [١٣٢] من سورة (طه)، والاية رقم [١٧] من سورة (لقمان).

الإعراب: {أَمْ:} حرف عطف. {تَأْمُرُهُمْ:} فعل مضارع، والهاء مفعول به. {أَحْلامُهُمْ:}

فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {بِهذا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {أَمْ:} حرف عطف معناه الإضراب. {هُمْ قَوْمٌ:} مبتدأ وخبر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{طاغُونَ:} صفة {قَوْمٌ} مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة... إلخ. {أَمْ:} حرف

<<  <  ج: ص:  >  >>