للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع قوم لوط في سورة (هود) وسورة (الحجر) وغيرهما. هذا؛ و «ضيف» يقع للواحد، والاثنين، والجمع بلفظ الواحد، كما في الاية الكريمة؛ لأنه في الأصل مصدر، قال الشاعر: [الرجز] لا تعدمي الدّهر شفار الجازر... للضيف والضيف أحقّ زائر

وقد يثنى، فيقال: ضيفان؛ وقد يجمع على: أضياف وضيوف، وضيفان، وضياف. والأول أكثر استعمالا، كقولك: رجال صوم، وفطر، وزور، وأصل الضيف: الميل، يقال: ضفت إلى كذا: إذا ملت إليه، والضيف: من مال إليك نزولا بك. هذا؛ والضيفن: من يجيء من غير دعوة مع الضيف متطفلا، قال الشاعر: [الطويل] كلا الضّيفن المشنوء والضّيف واجد... لديّ المنى والأمن في العسر واليسر

{الْمُكْرَمِينَ} أي: عند الله تعالى، أو عند إبراهيم؛ إذ خدمهم بنفسه.

قال عبد الوهاب، قال لي علي بن عياض: عندي هريسة ما رأيك فيها؟ قلت: ما أحسن رأيي فيها، قال: امض بنا، فدخلت الدار، فنادى الغلام، فإذا هو غائب، فما راعني إلا به، ومعه القمقمة، والطست، وعلى عاتقه المنديل، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، لو علمت يا أبا الحسن: أن الأمر هكذا! قال: هوّن عليك، فإنك عندنا مكرم، والمكرم إنما يخدم بالنفس، انظر إلى قوله تعالى: {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ..}. إلخ. انتهى. قرطبي. وخذ قول حاتم الطائي. وقيل:

هو لقيس بن عاصم المنقري الصحابي-رضي الله عنه-: [الطويل] وإنّي لعبد الضيف ما دام ثاويا... وما فيّ إلاّ تلك من شيم العبد

وقد حثّ النبي صلّى الله عليه وسلّم على إكرام الضيف، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:

«من كان يؤمن بالله واليوم الاخر، فليكرم ضيفه... إلخ». رواه البخاري، ومثله من رواية أبي شريح خويلد بن عمرو العدوي-رضي الله عنه-. هذا؛ واختلف في عدد ضيوف إبراهيم، فقيل:

كانوا اثني عشر ملكا. وقيل: كانوا ثلاثة: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل. وهو المعتمد. قاله ابن عباس-رضي الله عنهما-. هذا؛ وقيل: {هَلْ} هنا بمعنى: قد، كقوله تعالى في أول سورة (الدّهر): {هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً} هذا؛ ويجمع: «حديث» على:

أحاديث شذوذا، كما شذّ: أباطيل، وأعاريض، وأفاظيع في جمع: باطل، وعريض، وفظيع.

الإعراب: {هَلْ:} حرف استفهام، وتنبيه، وتفخيم، وتعظيم. {أَتاكَ:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والكاف مفعول به. {حَدِيثُ:} فاعله، وهو مضاف، و {ضَيْفِ} مضاف إليه، و {ضَيْفِ} مضاف، و {إِبْراهِيمَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {الْمُكْرَمِينَ:} صفة: {ضَيْفِ إِبْراهِيمَ} مجرور مثله، وعلامة جره الياء... إلخ، وجملة: {هَلْ أَتاكَ..}. إلخ، مستأنفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>