للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة الواو إلى الحاء، فصار: (محوط) ثم قلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة قبلها.

الإعراب: {أَوْ:} حرف عطف، قال القرطبي: قال الطبري: {أَوْ} بمعنى الواو، وقاله الفراء، وأنشد قول توبة بن الحمير صاحب ليلى الأخيلية، وهو الشاهد رقم [٩٥] من كتابنا فتح القريب المجيب: [الطويل]

وقد زعمت ليلى بأنّي فاجر... لنفسي تقاها أو عليها فجورها

وقول جرير في مدح الخليفة الصّالح عمر بن عبد العزيز-رضي الله عنه-وهو الشاهد رقم [٩٦] من كتابنا المذكور: [البسيط]

نال الخلافة أو كانت له قدرا... كما أتى ربّه موسى على قدر

أي: وكانت له قدرا. وقيل: {أَوْ} للتخيير، أي: مثّلوهم بهذا، أو بهذا لا على الاقتصار على أحد الأمرين. انتهى. القرطبي بتصرف كبير. {كَصَيِّبٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: أو حالهم وشأنهم كحال أصحاب صيّب، وإن اعتبرت الكاف اسما، فلها المحل كما رأيت في الآية رقم [١٧] والجملة الاسمية معطوفة عليها، وعليه فالآية السابقة معترضة بين الجملتين المتعاطفتين. {مِنَ السَّماءِ:} متعلقان بمحذوف صفة (صيّب) أو هما متعلقان به. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {ظُلُماتٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل جر صفة ثانية ل‍ (صيب) أو في محل نصب حال منه وصفه بما تقدم، وجوز الزمخشري أن يكون {فِيهِ} متعلقين ب‍ (صيّب) أو بمحذوف صفة له. و {ظُلُماتٌ} فاعل فيه، أي: بالجار والمجرور، لاعتماده على الموصوف، وهو: (صيّب) ورجّحه ابن هشام في المغني. ({رَعْدٌ وَبَرْقٌ}): معطوفان على {ظُلُماتٌ} بالواو العاطفة على الوجهين المعتبرين فيه.

{يَجْعَلُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله. {أَصابِعَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {فِي آذانِهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من {أَصابِعَهُمْ}.

{مِنَ الصَّواعِقِ:} متعلقان بالفعل: {يَجْعَلُونَ،} و {مِنَ} بمعنى: من أجل، وقيل: سببية.

{حَذَرَ:} مفعول لأجله، وهو مضاف و {الْمَوْتِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، وجملة: {يَجْعَلُونَ..}. إلخ: مستأنفة لا محل لها من الإعراب؛ لأنها بمنزلة جواب لسؤال مقدّر، فكأن قائلا قال: فكيف حالهم مع مثل ذلك الرعد والبرق؟ فقيل:

{يَجْعَلُونَ..}. إلخ.

وجوز مكي اعتبارها حالا من الضمير المنصوب، وجوز أبو البقاء اعتبارها صفة: «أصحاب صيب» والواو عائدة عليهم، على الاعتبارين فالرابط الواو. {وَاللهُ} الواو: حرف استئناف.

<<  <  ج: ص:  >  >>