للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرق، ولا مفصل إلاّ دخله». ورواه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو-رضي الله عنه-، وزاد فيه. قالوا: ومن هي يا رسول الله؟! قال: «ما أنا عليه وأصحابي». هذا؛ وفي رواية قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين... إلخ».

هذا؛ وأصول الفرق الإسلامية: ستة: حرورية، قدرية، جهمية، مرجئة، رافضة، جبرية، وانقسم كل منها إلى اثنتي عشرة فرقة، فصارت اثنتين وسبعين، وإنما سموا فرقا؛ لأنهم فارقوا الإجماع، والحديث الشريف بجميع رواياته معجزة من معجزات الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنه إخبار عن غيب قد وقع بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وسلّم. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٥٣] من سورة (الأنعام) ففيها بحث قيّم.

وهذا؛ وأصل {أُوتُوا:} «أوتيوا» فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت، فالتقى ساكنان: الياء والواو، فحذفت الياء، وبقيت الواو، فصار (أوتوا) ثم قلبت الكسرة ضمة لمناسبة الواو.

هذا؛ والكتاب في اللغة: الضم، والجمع، وسميت الجماعة من الجيش: كتيبة؛ لاجتماع أفرادها على رأي واحد، وخطة واحدة، كما سمي الكاتب كاتبا؛ لأنه يضم الكلام بعضه إلى بعض، ويجمعه، ويرتبه، وفي الاصطلاح: اسم لجملة مختصة من العلم، مشتملة على أبواب، وفصول ومسائل غالبا. ورحم الله من يقول في مدح الكتب: [الطويل]

لنا جلساء ما يملّ حديثهم... ألبّاء مأمونون غيبا ومشهدا

يفيدوننا من علمهم علم ما مضى... وعقلا وتأديبا ورأيا مسدّدا

فإن قلت أحياء فما أنت كاذب... وإن قلت أموات فلست مفنّدا

وإني أتمثل بقول الآخر: [الخفيف]

ما تطعّمت لذّة العيش حتّى... صرت للبيت والكتاب جليسا

ليس عندي شيء ألذّ من ال‍... علم فلم أبتغ سواه أنيسا

إنّما الذلّ في مخالطة النّا... س فدعهم وعش عزيزا رئيسا

ورحم الله من يقول: [الطويل]

وقائلة أتلفت في الكتب ما حوت... يمينك من مال فقلت دعيني

لعلّي أرى فيها كتابا يدلّني... لأخذ كتابي في غد بيميني

ورحم الله من يقول: [الوافر]

كتابي فيه بستاني وروحي... وفيه سمير نفسي والنّديم

<<  <  ج: ص:  >  >>