للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مَنْ يَشاءُ} أي: من عباده، وهو من علم منهم اختيار الاهتداء في الأزل. {وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ} أي: يجعل الله قلبه قاسيا منافيا لقبول الهداية، فما له من هاد يهديه إلى الحق، والصواب. وفي هذه الآية رد على المعتزلة القائلين: إن العبد يخلق أفعال نفسه.

هذا؛ وهاد أصله: «هادي» بضمة على الياء علامة للرفع، أو بكسرة على الياء علامة للجر، وبتنوين الصرف، لكن استثقلت الضمة، أو الكسرة على الياء بعد كسرة، فسكنت الياء، فالتقى ساكنان: الياء، والتنوين، فحذفت الياء لعلة الالتقاء، وبقيت الدال مكسورة على ما كانت عليه قبل الإعلال، فقيل: هاد بالكسرة، وإنما لم يقل بالرفع؛ لأن الياء محذوفة لعلة الالتقاء، فهي كالثابتة، فتمنع الرفع للدال، وهكذا قل في إعلال كل اسم منقوص مجرد من: أل، والإضافة، سواء أكان ثلاثيا، أم رباعيا؟

الإعراب: {اللهُ:} مبتدأ. {نَزَّلَ:} فعل ماض، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى:

{اللهُ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {أَحْسَنَ:} مفعول به. وهو مضاف، و {الْحَدِيثِ} مضاف إليه. {كِتاباً:} بدل من: {أَحْسَنَ،} أو هو حال منه، والأول أقوى.

{مُتَشابِهاً:} صفة: {كِتاباً}. {مَثانِيَ:} صفة ثانية، أو حال منه بعد وصفه لما تقدم.

{تَقْشَعِرُّ:} فعل مضارع. {مِنْهُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {جُلُودُ:} فاعله، و {جُلُودُ} مضاف، و {الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

{يَخْشَوْنَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {رَبَّهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة: {تَقْشَعِرُّ..}. إلخ تصلح للحالية، والوصفية ل‍: {كِتاباً،} والجملة الاسمية: {اللهُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{ثُمَّ:} حرف عطف. {تَلِينُ:} فعل مضارع. {جُلُودُهُمْ:} فاعله. {وَقُلُوبُهُمْ:} معطوف على ما قبله، والهاء فيهما ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {إِلى ذِكْرِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {إِلى} بمعنى: «عند» و {ذِكْرِ} مضاف، و {اللهُ} مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، وجملة: {تَلِينُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها. {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {هُدَى:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، و {هُدَى} مضاف، و {اللهُ} مضاف إليه، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{يَهْدِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى:

{اللهُ}. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {مَنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو

<<  <  ج: ص:  >  >>