للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت اليهود: يوشك أن يخرج منا نبي يقطع الأيدي، والأرجل، فلما خرج من العرب؛ كفروا، فنزلت الاية الكريمة، وهو فحوى قول المفسرين: إن أهل الكتاب كانوا يقولون: الوحي، والرسالة فينا، والكتاب، والشرع ليس إلا لنا، والله خصنا بهذه الفضيلة العظيمة من بين جميع العالمين. فرد الله عليهم بهذه الاية الكريمة، ورمى كيدهم في نحورهم، ثم بين جل جلاله، وتعالى شأنه بأنهم عاجزون، لا يستطيعون تحصيل شيء من فضل الله، وأن الفضل: النبوة، والنعمة، وخيرات الدنيا بيد الله، يختص بها من يشاء من عباده، والله هو صاحب الفضل العظيم، والخير العميم. قال تعالى في سورة (البقرة) رقم [١٠٥] وسورة (آل عمران) رقم [٧٤]:

{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} وقال عز وجل في سورة (البقرة) رقم [٢٦٩]:

{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ} ومعنى {بِيَدِ اللهِ:} في ملكه، وتصرفه {يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ} الله؛ لأنه قادر مقتدر مختار، وانظر شرح (اليد) في الاية رقم [٤٧] من سورة (الذاريات).

الإعراب: {لِئَلاّ:} (اللام): حرف تعليل وجر. (أن): حرف مصدري، ونصب، واستقبال.

(لا): صلة. {يَعْلَمَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن». {أَهْلُ:} فاعل، وهو مضاف، و {الْكِتابِ} مضاف إليه، و (أن) والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، التقدير: أعلمكم بذلك؛ ليعلم... إلخ. وقال أبو البقاء: وقيل: ليست زائدة، والمعنى: لئلا يعلم أهل الكتاب عجز المؤمنين. انتهى. (أن): مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، التقدير: أنهم. (لا): نافية. {يَقْدِرُونَ:} مضارع مرفوع

إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أن)، و (أن) المخففة، واسمها المحذوف وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي (يعلم). {عَلى شَيْءٍ:}

متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ فَضْلِ:} متعلقان بمحذوف صفة {شَيْءٍ،} و {فَضْلِ} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {وَأَنَّ:} الواو: حرف عطف. (أنّ): حرف مشبه بالفعل. {الْفَضْلَ:} اسمها. {بِيَدِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (أن). و (يد) مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، والمصدر المؤول من (أنّ) واسمها، وخبرها معطوف على ما قبله.

{يُؤْتِيهِ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، منع من ظهورها الثقل، والفاعل يعود إلى {اللهِ،} والهاء مفعوله الأول. {مِنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، لا محل لها. وقيل في محل رفع خبر ثان ل‍: (أنّ). وقيل: هي الخبر وحدها، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الفضل، وهي حال لازمة؛ لأن كونه بيد الله لا ينتقل ألبتة. انتهى. نقلا عن السمين. هذا؛ وأقول: يجوز اعتبار الجار والمجرور متعلقين ب‍: {الْفَضْلَ؛} لأنه مصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>