على المعجزة الخارقة للعادة، مثل: انشقاق القمر، وعصا موسى، ونحو ذلك، قال تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ}. وتطلق على الموعظة. ومنه قوله تعالى:{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} كما تطلق على جملتين أو أكثر من كلام الله تعالى، وعلى السورة بكاملها، كما في أول سورة (الشعراء) ونحوها.
أما:{بَشَرٌ} فإنه يطلق على الإنسان ذكرا، أو أنثى، مفردا، أو جمعا مثل كلمة «الفلك» تطلق على المفرد، والجمع. وسمي بنو آدم بشرا لبدو بشرتهم، وهي ظاهر الجلد بخلاف أكثر المخلوقات، فإنها مكسوة بالشعر، أو الصوف، أو الريش. هذا؛ و {بَشَرٌ} يطلق على الواحد، كما في قوله تعالى:{فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا} ولذا ثني في قوله تعالى: {فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا} ويطلق على الجمع، كما في قوله تعالى:{فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً}.
تنبيه: ذكر الله لفظ: {وَمِنْ آياتِهِ} في هذه السورة ست مرات، تنتهي عند قوله:{إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} ذكر فيها بدء خلق الإنسان آية آية إلى حين بعثه من القبور، وختم هذه الآيات بقيام السموات والأرض، لكونه من العوارض اللازمة؛ لأن كلا من السماء، والأرض، لا يخرج عن مكانه، فيتعجب من وقوف الأرض، وعدم نزولها، ومن علو السماء وثباتها بغير عمد، ثم أتبع ذلك بالنشأة الآخرة، وهي الخروج من الأرض، وذكر من الأنفس أمرين:{خَلَقَكُمْ} و {خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ،} وذكر من الآفاق السماء، والأرض، وذكر من لوازم الإنسان: اختلاف الألسنة، واختلاف اللون، وذكر من عوارضه: المنام، والابتغاء، ومن عوارض الآفاق البرق، والمطر، ومن لوازمها: قيام السماء وقيام الأرض، فجملة ما يتعلق بالنوع الإنساني ستة أشياء:
الإعراب:{وَمِنْ:} الواو: حرف استئناف. {(مِنْ آياتِهِ)}: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {خَلَقَكُمْ:}
فعل ماض مبني على الفتح في محل نصب ب:{أَنْ،} والفاعل يعود إلى (الله)، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {مِنْ تُرابٍ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، و (أن) والفعل (خلق) في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {ثُمَّ:} حرف عطف. {إِذا:} كلمة دالة على المفاجأة، وانظر الآية رقم [٢٥] الآتية.
{أَنْتُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {بَشَرٌ:} خبره: والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الاسمية قبلها، على اعتبار {إِذا} حرفا، واعتبارها هنا ظرفا غير جيد، ولا يصح معنى. {تَنْتَشِرُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع صفة بشر، أو هي في محل رفع خبر ثان. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.