للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ وقوله تعالى في سورة (الأنعام) [٥٩]: {وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ..}. إلخ انظر شرحها هناك تجد ما يسرّك.

{وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي} أي: ينادي الله المشركين يوم القيامة: أين شركائي الذين زعمتموهم؟ هذا؛ وأطلق على الأصنام اسم الشركاء لأحد أمرين: أحدهما: أن المشركين يشركونها مع الله في العبادة، والتعظيم، والتقديس. وثانيهما: أنّهم يشركونها في الأموال، والأنعام، والزروع. انظر الآية رقم [١٣٨] من سورة (الأنعام) وما بعدها. {قالُوا} أي: الأصنام المعبودة من دون الله تعالى. وقيل: المشركون، ويحتمل أن يريدهم جميعا العابد، والمعبود.

{آذَنّاكَ:} أعلمناك؟ وأخبرناك الآن بالحقيقة. {ما مِنّا مِنْ شَهِيدٍ} أي: من يشهد اليوم بأن لك شريكا. قال المفسرون: لما عاينوا القيامة؛ تبرؤوا من الأصنام. وتبرأت الأصنام منهم، وأعلنوا إيمانهم وتوحيدهم في وقت لا ينفع فيه إيمان، وتوحيد.

تنبيه: جاء في الظلال ما يلي: ويذهب القلب يتتبع الثمرات في أكمامها، والأجنة في أرحامها، ويطوف في جنبات الأرض يرقب الأكمام التي لا تحصى، ويتصور الأجنة التي لا يحصرها خيال، وترتسم في الضمير صورة رائعة لعلم الله، بقدر ما يطيق القلب البشري أن يتصور من الحقيقة التي ليس لها حدود.

تنبيه: جاء في الخازن ما يلي: فإن قلت: قد يقول الرجل الصالح من أصحاب الكشف قولا فيصيب فيه، وكذلك الكهان، والمنجمون! قلت: أما أصحاب الكشف إذا قالوا قولا؛ فهو من إلهام الله تعالى، وإطلاعه إياهم عليه، فكان من علمه الذي يردّ إليه. وأمّا الكهان، والمنجّمون فلا يمكنهم القطع، والجزم بشيء مما يقولونه ألبتة، وإنّما غايته ادّعاء ظنّ ضعيف قد لا يصيب، وعلم الله تعالى هو العلم اليقين المقطوع به، الذي لا يشركه فيه أحد.

هذا؛ وأقول: وما اخترع من أشياء، وما اكتشف من أمور في هذا العصر، وما يتحدّثون عنه من مغيّبات مثل نزول المطر، وعن وصف الجنين في الرحم، وغير ذلك، إنما هو قائم على التجربة، والحدس، والتخمين، وكثيرا ما يخطئ، وقد يصيب، فيبقى من علم الله تعالى.

الإعراب: {إِلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {يُرَدُّ:} فعل مضارع مبني للمجهول. {عِلْمُ:} نائب فاعله، و {عِلْمُ} مضاف، و {السّاعَةِ} مضاف إليه، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها، وقدّم الجار والمجرور للاختصاص. {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما) نافية. {تَخْرُجُ:} فعل مضارع. {مِنْ:} حرف جر صلة. {ثَمَراتٍ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {مِنْ أَكْمامِها:} جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة: {ثَمَراتٍ}. وقيل: متعلقان بالفعل: {تَخْرُجُ،} والمعنى على الأول أقوى، و (ها): في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما

<<  <  ج: ص:  >  >>