للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَتَنازَعُونَ:} مضارع وفاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط:

الضمير فقط. وقيل: مستأنفة. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {كَأْساً:} مفعول به.

{لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ:} يقرأ الاسمان بالرفع، والتنوين، وبالبناء على الفتح، فالرفع على أن {لا} عاملة عمل: «ليس» ولغو: اسمها. أو مهملة و {لَغْوٌ} مبتدأ. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {لا،} أو بمحذوف خبر المبتدأ. {وَلا:} (الواو): حرف عطف. (لا):

صلة لتأكيد النفي. {تَأْثِيمٌ:} معطوف على {لَغْوٌ،} أو هو مبتدأ خبره محذوف، أو اسم {لا} وخبرها محذوف، لدلالة الأول عليه، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب صفة مثلها؛ لأن الأولى صفة {كَأْساً} وعلى البناء ف‍: {لا} عاملة عمل: «إنّ»، و {لَغْوٌ} اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب اسمها، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها.

{وَلا:} (الواو): حرف عطف. (لا): مثل سابقتها، وخبرها محذوف، والجملة معطوفة على سابقتها، ومحل الجملتين في محل نصب صفة {كَأْساً} مثل حالة الرفع، ولا يفوتني أن أذكر:

أن ابن مالك-رحمه الله تعالى-ذكر هذه المسألة في ألفيته بأوسع من هذا. خذ قوله: [الرجز] وركّب المفرد فاتحا كلا... حول، ولا قوة، والثّاني اجعلا

مرفوعا، أو منصوبا، أو مركّبا... وإن رفعت أوّلا لا تنصبا

قال ابن عقيل-رحمه الله تعالى-: وأشار-أي: ابن مالك-بقوله: «والثاني اجعلا» إلى أنه إذا أتى بعد «لا» والاسم الواقع بعدها بعاطف ونكرة مفردة، وتكررت لا، نحو (لا حول ولا قوة إلا بالله) يجوز فيه خمسة أوجه، وذلك لأن المعطوف عليه، إما أن يبنى مع «لا» على الفتح، أو ينصب، أو يرفع، فإن بني مع «لا» على الفتح؛ جاز في الثاني ثلاثة أوجه: الأول: البناء على الفتح؛ لتركبه مع «لا» الثانية، وتكون «لا» الثانية عاملة عمل «إنّ» نحو: (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). الثاني: النصب عطفا على محل اسم «لا»، وتكون «لا» الثانية زائدة بين العاطف والمعطوف، نحو: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ومنه قول أنس بن العباس بن مرداس، وهو الشاهد رقم [٣٠٤] من كتابنا: «فتح رب البرية»، ورقم [٤١٣] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [السريع] لا نسب اليوم ولا خلة... اتسع الخرق على الرّاقع

الثالث: الرفع، وفيه ثلاثة أوجه: الأول: أن يكون معطوفا على محل «لا» واسمها؛ لأنهما في موضع رفع بالابتداء عند سيبويه، وحينئذ تكون «لا» زائدة، الثاني: أن تكون «لا» الثانية عملت عمل: «ليس». الثالث: أن يكون مرفوعا بالابتداء، وليس ل‍: «لا» عمل فيه، وذلك نحو: (لا حول ولا قوة إلا بالله) ومنه قول ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم، وهو الشاهد رقم [٣٠٢] من كتابنا: «فتح رب البرية» والشاهد رقم [١٠١٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الكامل]

<<  <  ج: ص:  >  >>