للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبول قربانهم، فجعلت نار تجيء من السماء، فتقبل قربانهم. ثمّ سألوه أن يبيّن لهم كفارات ذنوبهم في الدّنيا، فكان من أذنب منهم ذنبا أصبح على بابه مكتوب، عملت كذا، وكفارته قطع عضو من أعضائك يسمّيه له، ومن أصابه بول لم يطهر حتّى يقرضه، ويزيل جلدته، ثمّ بدلوا التوراة، وافتروا على الله، وكتبوا بأيديهم، واشتروا به عرضا. الآية رقم [٧٩] الآتية، ثم صار أمرهم إلى أن قتلوا أنبياءهم، ورسلهم، فهذه معاملتهم مع ربّهم، وسيرتهم في دينهم، وسوء أخلاقهم، وانظر ذلك في مواضعه التي ذكرتها لك. انتهى. قرطبي بتصرف كبير مني.

هذا و {نَرَى:} مضارع، ماضيه: رأى، فالقياس نرأي، وقد تركت العرب الهمزة في مضارعه لكثرته في كلامهم، وربما احتاجت إلى همزة، فهمزته، كما في قول سراقة بن مرداس البارقي، وهو الشاهد رقم [٥٠٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر]

أري عينيّ ما لم ترأياه... كلانا عالم بالتّرّهات

وربما جاء ماضيه بغير همزة، وبه قرأ نافع في: ({أَرَأَيْتَكُمْ}) و ({أَرَأَيْتَ}): («أريتكم») و («أريت») بدون همزة، قال الشاعر: [الخفيف]

صاح هل ريت، أو سمعت براع... ردّ في الضّرع ما قرى في الحلاب

وإذا أمرت منه على الأصل قلت: «ارء»: وعلى الحذف: «ره» بهاء السكت، وقل في إعلال {نَرَى} أصله: «نرأي» قلبت الياء ألفا لتحركها، وانفتاح ما قبلها، ثمّ حذفت الهمزة بعد إلقاء حركتها على الراء للتخفيف.

الإعراب: ({إِذْ}): معطوفة على ما قبلها في الآيات السابقة. {قُلْتُمْ:} فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة ({إِذْ}) إليها. (يا) أداة تنوب مناب: «أدعو». ({مُوسى}): منادى مفرد علم مبني على الضم المقدر على الألف المقصورة في محل نصب ب‍ (يا) النائبة مناب أدعو، والجملة الندائية مع ما بعدها في محل نصب مقول القول. {لَنْ:} حرف نفي، ونصب، واستقبال.

{نُؤْمِنَ:} فعل مضارع منصوب ب‍ {لَنْ} والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: نحن. {لَكَ} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها «أن» مضمرة، وهي بمعنى «إلى» هنا. {نَرَى} فعل مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد حتى، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف، والفاعل تقديره: نحن. {اللهَ:} منصوب على التعظيم. {جَهْرَةً:} مفعول مطلق نوعي؛ لأن الجهر بعض الرؤية. وقيل: هو حال من الفاعل المستتر، أو من لفظ الجلالة. وقيل: مفعول مطلق لفعل محذوف. التقدير: جهرتم جهرة، وتعود الجملة هذه فتكون في محل نصب حال، و «أن» المضمرة والفعل {نَرَى} في تأويل مصدر في محل جر ب‍ «حتى» والجار والمجرور متعلقان بالفعل {نُؤْمِنَ}. {فَأَخَذَتْكُمُ:} الفاء: حرف عطف. (أخذتكم): فعل ماض، والتاء للتأنيث،

<<  <  ج: ص:  >  >>