للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ} المراد بالكتاب: القرآن، والمراد: بالإيمان: شرائعه، ومعالمه، كالصلاة، والصوم، والزكاة، والختان، وإيقاع الطلاق، والغسل من الجنابة، وتحريم ذوات المحارم بالقرابة، والصهر. وهذا هو الحق، وبه اندفع ما يقال: كيف قال: {وَلا الْإِيمانُ} والأنبياء كلهم كانوا مؤمنين قبل الوحي إليهم بأدلة عقولهم، وكان نبينا صلّى الله عليه وسلّم يتعبّد على دين إبراهيم عليه الصلاة والسّلام، ويحج، ويعتمر، ويتبع شريعة إبراهيم على ما مرّت الإشارة إليه؟

وقال الكواشي: ويجوز أن يراد بالإيمان نفس الكتاب، وهو القرآن، وعطف عليه لاختلاف لفظيهما؛ أي: ما كنت تعرف القرآن، وما فيه من الأحكام. ويدلّ على هذا التأويل توحيد الضمير في: {جَعَلْناهُ}. وقيل: المراد بالإيمان: الكلمة التي بها دعوة الإيمان، والتوحيد، وهي: لا إله إلاّ الله محمد رسول الله. والإيمان بهذا التفسير، إنّما علمه بالوحي، لا بالعقل.

انتهى. نقلا من كرخي.

{وَلكِنْ جَعَلْناهُ} أي: الإيمان، أو القرآن، أو الوحي. {نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا} أي: من نختاره للنبوة، كقوله تعالى في سورة (البقرة): {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ}. {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي} أي: لتدعو الناس. {إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ:} إلى دين الإسلام. هذا؛ وانظر شرح {يُدْرِيكَ} في الآية رقم [١٧]. وإعلال {مُقِيمٍ} في الآية رقم [٤٥] فإعلال {مُسْتَقِيمٍ} مثله.

الإعراب: {وَكَذلِكَ:} الواو: حرف استئناف. الكاف: حرف تشبيه وجر، و (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده، التقدير: أوحينا إليك إيحاء كائنا مثل إيحائنا لمن كان قبلك من المرسلين. واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {أَوْحَيْنا:} فعل، وفاعل.

{إِلَيْكَ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {رُوحاً:} مفعول به. {مِنْ أَمْرِنا:} متعلقان بمحذوف صفة: {رُوحاً}. وقال الجمل: متعلقان بمحذوف حال. ولا وجه له؛ لأنّ {رُوحاً} نكرة. و (نا): في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، وجملة: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها. {ما:} نافية. {كُنْتَ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {تَدْرِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان»، وجملة: {ما كُنْتَ..}. إلخ في محل نصب حال من كاف الخطاب، والرابط:

الضمير فقط.

{ما:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {الْكِتابُ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب سدّت مسدّ مفعولي الفعل {تَدْرِي}. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {الْإِيمانُ:} معطوف على: {الْكِتابُ}. {وَلكِنْ:} الواو: حرف عطف.

<<  <  ج: ص:  >  >>