للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعتمد الأول، وقيل: هم أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم يفرحون بنور القرآن، قاله قتادة، ومجاهد، وابن زيد، والمعتمد الأول، {وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ} أي: كفرة اليهود والنصارى الذين تحزبوا على عداوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ككعب بن الأشرف وأصحابه، والسيد والعاقب وأشياعهما من نصارى نجران ومن لف لفهم من مشركي العرب، وهؤلاء كانوا ينكرون بعض ما في القرآن؛ أي: الذي لا يوافق هواهم، وقيل: إن كفار قريش كانوا ينكرون لفظ (الرحمن) من أسماء الله تعالى، ولا ينكرون لفظ الجلالة (الله) وانظر ما ذكرته لك في الآية رقم [٣٢] هذا؛ والأحزاب جمع حزب، وهو في اللغة أصحاب الرجل الذين يكونون معه على رأيه وهم القوم الذين يجتمعون لأمر حزبه، أي: أهمه.

{قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ}: هذا جواب للمنكرين بعض القرآن، والمعنى:

قل: يا محمد لهؤلاء: إني أمرت فيما أنزل إلي بأن أعبد الله، وأوحده، وهو العمدة في الدين، ولا سبيل لكم إلى إنكاره، وأما ما تنكرونه من القرآن مما يخالف هواكم، ويخالف شريعتكم، فليس هذا ببدع ولا بغريب؛ لأنه لا بد أن تخالف بعض الشرائع بعضها حسب مقتضيات الأحوال، وتطور الأزمان. {إِلَيْهِ أَدْعُوا} أي: أدعو الناس إلى الإيمان بالله وتوحيده.

{وَإِلَيْهِ مَآبِ} أي: إلى الله مرجعي في أموري كلها، وأيضا إلى الله مرجعي يوم القيامة، فهو الذي يحكم بيني وبينكم بالحق، وهو خير الحاكمين.

الإعراب: {وَالَّذِينَ}: الواو: حرف استئناف، (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {آتَيْناهُمُ}: فعل وفاعل ومفعوله الأول. {الْكِتابَ}: مفعوله الثاني، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. {يَفْرَحُونَ}: مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {بِما}:

متعلقان بما قبلهما، و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط: رجوع نائب الفاعل إليها، التقدير: يفرحون بالذي، أو بشيء أنزل إليك، والجملة الفعلية هذه في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: (الذين...) إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَمِنَ الْأَحْزابِ}: متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنَ}: اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، وجملة: {يُنْكِرُ بَعْضَهُ} صلة {مِنَ،} أو صفتها، والعائد أو الرابط رجوع الفاعل إليها، هذا هو الإعراب الظاهر، ولا أعتمده وإنما أعتمد ما ذكرته في الآية رقم [٤٩] من سورة (التوبة) {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ} والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {قُلْ}: أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {إِنَّما}: كافة ومكفوفة. {أُمِرْتُ}: ماض مبني للمجهول مبني على السكون، والتاء نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والمصدر المؤول من: {أَنْ أَعْبُدَ اللهَ..}. في محل نصب مفعول به ثان لأمر؛ لأن هذا الفعل يتعدى إلى المفعول الثاني بنفسه وبحرف الجر، كما هو

<<  <  ج: ص:  >  >>