للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا حكم الله. وقيل: هذا على جهة التشريف لهم، وأنهم بالمكان المكرم، فهو عبارة عن قربهم في الكرامة لا في المسافة. {لا يَسْتَكْبِرُونَ..}. إلخ: عدم الكبر يجر للطاعة، والطاعة إما قلبية، وإما بدنية، فأشار للأولى بقوله: {وَيُسَبِّحُونَهُ} لأن التسبيح: التنزيه، والتعظيم، وهو يكون باللسان. وإلى الثانية بقوله: {وَلَهُ يَسْجُدُونَ} أي: يخصونه بالخضوع، والتذلل، والسجود برهان ذلك، وهو يكون بالبدن.

تنبيه: يسن سجود التلاوة عند قراءة هذه الآية، وهي أول آية يسن السجود عند تلاوتها، والآيات التي يسن السجود لتلاوتها هي أربع عشرة، والدليل هو سجود النبي صلّى الله عليه وسلّم. فعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ القرآن، فيقرأ سورة فيها سجدة، فيسجد، ونسجد معه حتى ما يجد بعضنا موضعا لمكان جبهته في غير وقت صلاة. متفق عليه، وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا قرأ ابن آدم السّجدة، فسجد؛ اعتزل الشيطان يبكي، ويقول: يا ويلتا أمر ابن آدم بالسجود، فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت، فلي النار!». رواه مسلم. والله أعلم.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، و {عِنْدَ:} مضاف، و {رَبِّكَ:} مضاف إليه، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لا:} نافية. {يَسْتَكْبِرُونَ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ}. {عَنْ عِبادَتِهِ:} متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:

{وَيُسَبِّحُونَهُ:} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. (له): متعلقان بما بعدهما، والجملة الفعلية: {وَلَهُ يَسْجُدُونَ} معطوفة على خبر: {إِنَّ،} فهي في محل رفع، والفعل المضارع في الجمل الثلاث مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة فاعله.

تمت سورة (الأعراف) بحمد الله، وتوفيقه، والله أسأل، وبنبيه أتوسل أن يعين على إتمامه، وأن ينفع به المسلمين، والحمد لله رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>