كذراع، وأذرع، ويذكر، فيجمع على: ألسنة، كحمار، وأحمرة، وتصغيره على التذكير: لسين، وعلى التأنيث: لسينة.
{لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} أي: ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية، ومخالفة الله الواحد القهار.
{وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ} أي: الذين أحسنوا العمل؛ أي: يبشرهم القرآن بالجنة، والرضا، والرضوان، والعفو، والغفران. هذا؛ وانظر وصف المحسنين في أول سورة (الذاريات): {كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ..}. إلخ ووصفهم بآية (لقمان) رقم [٤] بقوله: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} لفضل اعتداد بهذه الأمور الثلاثة، وفي قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم لجبريل عليه السّلام:
«الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه؛ فإنّه يراك». والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَمِنْ:} الواو: حرف استئناف. (من قبله): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {كِتابُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {مُوسى} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {إِماماً:} حال من: {كِتابُ مُوسى} والعامل في الحال معنوي، وهو الابتداء، وهذا لا يسوغ إلا على اعتباره فاعلا بالظرف على مذهب الأخفش، ومن يوافقه على عدم اشتراط الاعتماد على نفي، أو شبهه لعمله، وأما على اعتباره مبتدأ، فلا يصح مجيء الحال منه؛ لأنّ الحال تبين هيئة فاعل، أو مفعول، وانظر الشاهد رقم [١٣٣] من كتابنا: «فتح القريب المجيب». هذا؛ ومثل هذه الاية رقم [٥٢] من سورة (النحل).
{وَرَحْمَةً:} معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية:{وَمِنْ قَبْلِهِ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.
{وَهذا:} الواو: حرف عطف. (هذا كتاب): مبتدأ، وخبر. {مُصَدِّقٌ:} صفة: {كِتابُ،} والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {لِساناً:} حال من ضمير (الكتاب) المستتر في: {مُصَدِّقٌ،} والعامل فيه: {مُصَدِّقٌ،} ويجوز أن يكون حالا من: {كِتابُ} لتخصصه بالصفة، ويعمل فيه معنى الإشارة، وجوز أن يكون مفعولا ل:{مُصَدِّقٌ} أي: يصدق ذا لسان عربي، وهو الرسول، و {لِساناً} حال موطئة؛ لأن المقصود الصفة، وهو {عَرَبِيًّا}.
{لِيُنْذِرَ:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل يعود إلى:
{كِتابُ،} و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان ب:{مُصَدِّقٌ}. {الَّذِينَ:} مفعول به، وجملة:{ظَلَمُوا} مع المفعول المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {وَبُشْرى:} خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: وهو بشرى، وهذا أحد الأوجه في الاية، والثاني: أنه معطوف على: {مُصَدِّقٌ} فهو في موضع رفع أيضا. والثالث: أنه في محل نصب معطوفا على محل: {لِيُنْذِرَ} لأنه مفعول له، قاله الزمخشري، وتبعه أبو البقاء، وتقديره: للإنذار، والبشرى. ولما اختلفت العلة والمعلول؛ توصل العامل إليه باللام. انتهى. جمل نقلا من كرخي. هذا؛ وأجاز القرطبي أن يكون منصوبا