للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك، إلا أنهم كسروا الكاف. قال النحاس: و (مساكن) في هذا أبين؛ لأنه يجمع اللفظ، والمعنى، و (مسكن) بكسر الكاف خارج عن القياس، مثل مسجد، ولا يوجد مثله إلا سماعا.

أما (سبأ) فقد قرأه الجمهور بالصرف، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو بفتح الهمزة، ومنع الصرف، فالأول على أنه اسم رجل، نسب إليه قوم، وعليه قول الشاعر: [البسيط]

الواردون وتيم في ذرا سبأ... قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس

المعنى: الواردون هم، وتيم في ذرا أرض سبأ مغلولين بأغلال من جلد الجواميس، بحيث يعض أعناقهم. ومن لم يصرفه اعتبره اسما للقبيلة، أو للمدينة، وأنشد للنابغة الجعدي: [المنسرح] من سبأ الحاضرين مأرب إذ... يبنون من دون سيله العرما

فهو يمدح رجلا، ويقول: هو من قبيلة سبأ الحاضرين مدينة مأرب؛ الذين بنوا السد دون السيل، فالعرم: هو السد، ومأرب: اسم المدينة. وقيل: اسم قصر. هذا؛ وسبأ: اسم رجل، وهو سبأ بن يشجب، بن يعرب، بن قحطان أخي عدنان. فعن فروة بن مسيك المرادي قال: لما أنزل الله في سبأ ما أنزل، قال رجل: يا رسول الله! وما سبأ؟ أرض، أو امرأة؟ قال: «ليس بأرض، ولا امرأة، ولكنه رجل ولد له عشرة من العرب، فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة، فأما الذين تشاءموا: فلخم، وجذام، وغسان، وعاملة. وأما الذين تيامنوا فالأزد، والأشعريون، وحمير، وكندة، ومذحج، وأنمار». فقال رجل: يا رسول الله! وما أنمار؟ قال: «الذين منهم خثعم، وبجيلة». أخرجه الترمذي.

تنبيه: قال الليث: البلد: كل موضع من الأرض، عامر، أو غير عامر، خال، أو مسكون، والطائفة منه: بلدة، والجمع: بلاد، زاد غيره: والمفازة تسمى بلدة؛ لكونها مسكن الوحش، والجن، قال الأعشى: [البسيط]

وبلدة مثل ظهر التّرس موحشة... للجنّ بالليل في حافاتها زجل

وقال جران العود: [الرجز]

وبلدة ليس بها أنيس... إلاّ اليعافير وإلاّ العيس

الإعراب: {لَقَدْ:} اللام: لام الابتداء، أو هي واقعة في جواب قسم محذوف، التقدير:

والله. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {كانَ:} فعل ماض ناقص. {لِسَبَإٍ:}

متعلقان بمحذوف خبر: {كانَ،} تقدم على اسمها. {فِي مَسْكَنِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وبعضهم يعلقهما بمحذوف حال من {آيَةٌ} ولا وجه له؛ لأن الحال تبين هيئة فاعل، أو مفعول. وقال الجمل: في محل نصب حال من (سبأ) ولا بأس به؛ لأنه علم كما

<<  <  ج: ص:  >  >>