للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-رضي الله عنه-حسب ما تقدم بيانه في سورة (مريم) رقم [٧٧] وما بعدها، ثم عمت كل كافر.

{قُلْ:} خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ:} هذه هي الاية الثالثة؛ التي أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يقسم بربه على وقوع المعاد، فالأولى في سورة (يونس) رقم [٥٣]: {قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ،} والثانية: في سورة (سبأ) رقم [٣]: {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ،} والثالثة: هي التي بين أيدينا الان. وانظر شرح {زَعَمَ} في الاية رقم [٦] من سورة (الجمعة).

{ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ} أي: لتخبرن بجميع أعمالكم، جليلها، وحقيرها. صغيرها، وكبيرها.

{وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} أي: سهل هين، والإشارة إلى البعث من القبور، وإخبار الكافرين بأعمالهم التي عملوها في الدنيا. وانظر الحديث القدسي في آخر سورة (المنافقون)، واليمين على شيء أنكروه جائز؛ لأن التهديد به أعظم وقعا في القلب فكأنه قيل لهم: ما تنكروه كائن لا محالة. هذا؛ وأصل {لَتُبْعَثُنَّ:} تبعثون، فلما أكد بنون التوكيد؛ صار: «لتبعثوننّ» فحذفت النون لتوالي الأمثال، فصار: «لتبعثونّ» فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وبقيت الضمة على الثاء لتدل على الواو المحذوفة، فصار {لَتُبْعَثُنَّ}.

الإعراب: {زَعَمَ:} فعل ماض. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة: {كَفَرُوا:} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {أَنْ:} حرف مشبه بالفعل مخفف من الثقيلة، واسمه ضمير الشأن محذوف، التقدير: أنه. {لَنْ يُبْعَثُوا:} فعل مضارع مبني للمجهول منصوب ب‍: {لَنْ،} وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل رفع خبر {أَنْ} المخففة من الثقيلة، و {أَنْ} واسمها المحذوف وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي {زَعَمَ،} والجملة مستأنفة، لا محل لها.

{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله تقديره: «أنت»، {بَلى:} حرف جواب في محل نصب مقول القول، وبعده جملة محذوفة يدل عليها ما قبلها وما بعدها. {وَرَبِّي:} جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لَتُبْعَثُنَّ:} (اللام): واقعة في جواب القسم. (تبعثن): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة، المدلول عليها بالضمة نائب فاعله، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها، وجملة: {لَتُنَبَّؤُنَّ} معطوفة عليها، وإعرابها مثلها بلا فارق، والقسم وجوابه في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {بِما:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما مفعوله الثاني، والأول واو الجماعة؛ التي صارت نائب فاعل، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة،

<<  <  ج: ص:  >  >>