ولا لسان فصيح، ولا معرفة بكلام العرب! هو للكافر. ثم حكاهما للحسين بن عبد الله، بن عبيد الله، بن عباس، فقال: أخالفهما جميعا، هو للبر، والفاجر. روي: أنه لما ثقل أبو بكر -رضي الله عنه-جاءت عائشة-رضي الله عنها-فتمثلت بقول حاتم الطائي:[الطويل] لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى... إذا حشرجت يوما، وضاق بها الصّدر
فكشف عن وجهه، وقال-رضي الله عنه-: ليس كذلك، ولكن قولي:{وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ..}. إلخ. وروي أنه لما حضرت الوفاة سيد الخلق، وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم، كان عنده قدح ماء، فجعل يدخل يده فيه، ويمسح وجهه، ويقول:«لا إله إلاّ الله، إنّ للموت لسكرات! اللهم هوّن عليّ سكرات الموت!». وفاطمة-رضي الله عنها-تقول:(واكرباه لكربك يا أبتاه) فيقول:
«لا كرب على أبيك بعد الموت». وقال شداد بن أوس-رضي الله عنه-: الموت أفظع هولا في الدنيا والاخرة على المؤمنين، وهو أشدّ ألما من نشر المناشير، وقرض المقاريض، وغليان القدور ولو أن الميت بعث، فأخبر أهل الدنيا بألم الموت؛ لما انتفعوا بعيش، ولا التذوا بنوم.
وكان عمرو بن العاص-رضي الله عنه-يقول: من لي برجل عاقل يصف لي سكرات الموت؟ فلما حضرته الوفاة قال له ابنه: يا أبتاه! إنك كنت تقول: من لي برجل عاقل يصف لي سكرات الموت؟ وأنت ذلك الرجل، فصف لي الموت، فقال: يا بني! والله كأن السماء قد أطبقت على الأرض، وكأني بينهما، وكأني أتنفس من سمّ إبرة، وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي! ثم أنشد يقول:[الخفيف] كلّ حيّ وإن تطاول دهرا... آيل أمره إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي... في رؤوس الجبال أرعى الوعولا
الإعراب:{وَجاءَتْ:} الواو: حرف استئناف. (جاءت): فعل ماض، والتاء للتأنيث.
{سَكْرَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، و {سَكْرَةُ:} مضاف، و {الْمَوْتِ} مضاف إليه. {بِالْحَقِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من:{سَكْرَةُ الْمَوْتِ،} التقدير: ملتبسة بالحق. {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محلّ له. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ، فيكون المعنى: ذلك الذي كنت منه تبتعد، وتفرّ منه قد حلّ بك، ونزل بساحتك، أو هي نافية فيكون المعنى ذلك ما كنت تقدر على الهرب، والفرار منه. {كُنْتَ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {مِنْهُ:} متعلقان بما بعدهما. {تَحِيدُ:} مضارع، والفاعل مستتر، تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية في محل نصب خبر:(كان)، وجملة:{كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} صلة: {ما} على اعتبارها موصولة، وفي محل رفع خبر المبتدأ على اعتبارها نافية، والجملة