للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا هو المؤكد، والمحقق: أن مؤمنهم يدخل الجنة، وكافرهم، ومجرمهم يدخل النار، ولكن يكونون في الجنة على عكس حالهم في الدنيا، حيث نراهم في الجنة، ولا يروننا. هذا؛ ونصيبين بلدة في اليمن، ونينوى بلدة في العراق قرب الموصل.

هذا؛ والنفر يطلق على ما دون العشرة، مثل: معشر، ورهط، وجمعه: أنفار. {فَلَمّا حَضَرُوهُ:} الضمير يعود إلى القرآن، يعني: فلما حضروا القرآن. وقيل: يحتمل أنه يعود على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ويكون المعنى فلما حضروا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأجل استماع القرآن. {قالُوا أَنْصِتُوا} أي: قال بعضهم لبعض: اسكتوا لنسمع إلى قراءته، ولا يحول بيننا وبين سماعه شيء، وهذا أدب منهم، ولكن الناس في هذه الأيام لا يعرفون آدابا للقرآن، ولا ينصتون لتلاوته، فالقهوة، والشاي، والسيجارات، واللغو عند تلاوة القرآن، ولا سيما في الماتم، هذا ما يجري، ويقع، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله! فأنصتوا، واستمعوا القرآن؛ حتى كاد يقع بعضهم على بعض من شدة حرصهم على سماعه. {إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ:} يعني داعين لهم إلى الإيمان، مخوفين لهم من المخالفة، وذلك بأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لهم، وذلك بعد إيمانهم؛ لأنهم لا يدعون غيرهم إلى سماع القرآن، والتصديق إلاّ بعد إيمانهم، وتصديقهم له.

هذا؛ ومن تعدد الروايات يتبين لنا: أنّ النفر الذين سمعوا من النبي ببطن نخلة كانوا نفرا قليلين، لم يظهروا للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ولم يكلموه، ولكنهم لما عادوا إلى أقوامهم منذرين؛ وفد عليه صلّى الله عليه وسلّم عدد كبير منهم، فخرج إليهم، واصطحب عبد الله بن مسعود معه، وكان ما تقدم من الحديث معهم وإليهم، وانظر ما أذكره في سورة (الجن) بعون الله، وتوفيقه.

الإعراب: {وَإِذْ:} الواو: حرف استئناف. (إذ): ظرف زمان متعلق بمحذوف، تقديره:

اذكر، أو هو مفعول به لهذا المحذوف. {صَرَفْنا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذ) إليها. {إِلَيْكَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {نَفَراً:} مفعول به. {مِنَ الْجِنِّ:} متعلقان بمحذوف صفة: {نَفَراً}. {يَسْتَمِعُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله. {الْقُرْآنَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية ل‍: {نَفَراً،} أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم على حدّ قوله تعالى: {وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ} وجمع الضمير على معنى نفر، ولو أفرد على لفظه لجاز، والكلام: {وَإِذْ صَرَفْنا..}.

إلخ، مستأنف، لا محلّ له. {فَلَمّا:} الفاء: حرف عطف. (لمّا): انظر الاية رقم [٢٤].

{حَضَرُوهُ:} فعل ماض، والواو فاعله، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا، ولا محلّ لها؛ لأنها ابتدائية على اعتبار (لمّا) حرفا. {قالُوا:}

ماض، وفاعله، والألف للتفريق. {أَنْصِتُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ جواب

<<  <  ج: ص:  >  >>