وهي مستوى ما بين الحاجب إلى الناصية. {وَجُنُوبُهُمْ}: جمع جنب، والكي في الوجه، أشهر وأشنع، وفي الجنب والظهر آلم وأوجع، فلذلك خصّ الله الثلاثة بالذكر من بين سائر الأعضاء.
هذا؛ وقد قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: لا يوضع دينار على دينار، ولا درهم على درهم ولكن يوسع جلده، حتى يوضع كل دينار ودرهم في موضع على حدته.
قال بعض العلماء: إنما خصت هذه الأعضاء بالكي؛ لأن الغني إذا أتاه السائل، فطلب منه شيئا، تبدو منه آثار الكراهية والمنع، فعند ذلك يقطب وجهه ويكلح، وتجتمع أسارير وجهه فيتجعد جبينه، ثم إن كرر السائل الطلب؛ نأى بجانبه عنه، وتركه جانبا، ثم إن كرر الطلب، ولاه ظهره وأعرض عنه، وهي النهاية في الرد، الدال على كراهية الإعطاء والبذل. انتهى. خازن بتصرف كبير. {هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} أي: يقال لهم: هذا ما ادخرتم، وجمعتم من الأموال لأنفسكم، وانظر شرح (النفس) في الآية رقم [٨](الأعراف). {فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}: انظر مثل هذه الإذاقة في الآية رقم [١٤] الأنفال-وانظر إعلال مثل {كُنْتُمْ} في الآية رقم [١١] من سورة (الأعراف).
الإعراب:{يَوْمَ}: ظرف زمان متعلق بقوله: {بِعَذابٍ أَلِيمٍ} وقيل: متعلق بمحذوف يدل عليه عذاب، أي: يعذبون، وقيل: تقدير المحذوف: اذكر يوم، هذا؛ وقال العكبري: وهو بدل من مثله محذوفا، فإن التقدير: فبشرهم بعذاب يوم أليم، فلما حذف المضاف؛ أقيم اليوم مقامه، وهو تعسف بارد، وتكلف لا داعي له. {يُحْمى}: مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {عَلَيْها}: متعلقان بمحذوف في محل رفع نائب فاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها. {فِي نارِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، و {نارِ}: مضاف، و {جَهَنَّمَ}: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، وجملة:{فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ} معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها، وإعرابها مثلها. {وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ}: معطوفان على نائب الفاعل، والهاء في الكل في محل جر بالإضافة، والميم علامة جمع الذكور. {هذا}: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء: حرف تنبيه لا محل له. {ما}: اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: الذي، أو شيء كنزتموه لأنفسكم، والكاف:
في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، انظر تقديره في الشرح، والجملة الفعلية (يقال لهم هذا...) إلخ مستأنفة لا محل لها. {فَذُوقُوا}:
الفاء: هي الفصيحة، وانظر الآية رقم [٢٩]. (ذوقوا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، {ما}: اسم موصول، أو نكرة مبنية على السكون في محل نصب