للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مُلْكُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {السَّماواتِ:} مضاف إليه. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع معطوف على: {مُلْكُ}. {فِيهِنَّ:}

متعلقان بمحذوف صلة الموصول، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {وَهُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {عَلى كُلِّ:} متعلقان بقدير بعدهما، و {كُلِّ:}

مضاف، و {شَيْءٍ:} مضاف إليه. {قَدِيرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

انتهى تفسير وإعراب سورة المائدة بمنه تعالى وكرمه، فأسأله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وأن يجعلنا من الفائزين بجنانه. وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

فائدة: حيث وقعت (ما) قبل (ليس) أو (لم) أو (لا) أو بعد (إلا) فهي موصولة، نحو {ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ} (ما لم تعلم) {ما لا تَعْلَمُونَ} {إِلاّ ما عَلَّمْتَنا}. وحيث وقعت بعد كاف التشبيه فهي مصدرية، وحيث وقعت بعد الباء، فإنها تحتملهما، نحو {بِما كانُوا يَظْلِمُونَ} وحيث وقعت بين فعلين، سبقهما علم، أو دراية، أو نظر احتملت الموصولة، والاستفهامية، نحو {ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} {وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} وحيث وقعت في القرآن قبل إلا فهي نافية إلا في ثلاثة عشر موضعا: {ما آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ} {ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلاّ ما قَدْ سَلَفَ} {وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ} {وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاّ أَنْ يَشاءَ رَبِّي} {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} إلا موضعين هما في قوله تعالى: {خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاّ ما شاءَ رَبُّكَ} فهي فيهما مصدرية. {فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاّ قَلِيلاً} {يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاّ قَلِيلاً مِمّا تُحْصِنُونَ} {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ} {وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ} حيث كان قاله في الإتقان انتهى. كرخي نقله الجمل.

أقول: اعتبار هذا ضابطا يجب اتباعه غير مسلم؛ لأن بعض الآيات التي ذكرها، واعتبر فيها {ما} موصولة فقط تحتمل الموصولة، والموصوفة، ولأن بعضها تحتمل فيه {ما} الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، والحق: أن مدار ذلك على المعنى، وهذا ما اتبعته فيما تقدم من الإعراب، ولا أتخلى عنه فيما يأتي. والله الموفق، والمعين، وبه أستعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>