للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى: قصد، وأراد. قال تعالى في حقّ سليمان-على نبينا وعليه ألف صلاة وألف سلام- {فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ} وقال الشاعر: [المتقارب]

أصاب الكلام فلم يستطع... فأخطا الجواب لدى المفصّل

هذا؛ و «مصيبة» أصلها: مؤصيبة، فحذفت الهمزة فصار: مصيبة، فقل في إعلالها: اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلّة، فنقلت حركة الياء إلى الصاد قبلها، فصارت مصيبة. هذا ومضارع أصاب: يصيب، وأصله: يؤصيب، فحذفت الهمزة للتخفيف حملا على المبدوء بهمزة المضارعة (أأصيب) الذي حذفت همزته الثانية للتخفيف من ثقل الهمزتين، فصار: (يصيب) ثم يقال فيه ما قيل في «مصيبة» فصار: يصيب، وحذفت الهمزة من مؤصيبة للتخلص من ثقل الهمزتين في التّقدير.

الإعراب: {فَكَيْفَ:} الفاء: حرف استئناف. (كيف): اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: فكيف حالهم؟ أو: في محل نصب حال، عامله محذوف، التقدير: فكيف يصنع هؤلاء المنافقون؟ والجملة سواء أكانت اسمية، أو فعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {إِذا:} ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل المقدّر، أو هو متعلق بنفس المبتدأ؛ الّذي قدرناه. {أَصابَتْهُمْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث والهاء مفعول به. {مُصِيبَةٌ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها، ومثل هذه الآية في إعرابها قول الفرزدق، وهو الشاهد رقم [٢٢٥] من كتابنا: «فتح رب البرية»، والشاهد رقم [٥٢٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الوافر]

فكيف إذا مررت بدار قوم... وجيران لنا كانوا كرام

{بِما:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {مُصِيبَةٌ} أو بمحذوف صفة لها، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة. وقيل: المصدرية أيضا. {قَدَّمَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث.

{أَيْدِيهِمْ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدّرة على الياء للثقل، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: بالذي، أو: بشيء قدمته أيديهم، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان ب‍ {مُصِيبَةٌ..}. إلخ، والتقدير: بتقديم أيديهم الشر، أو السوء... إلخ.

{ثُمَّ:} حرف عطف. {جاؤُكَ:} ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية مستأنفة لا محلّ لها، وهو أولى من العطف على ما قبلها. هذا؛ وقال الجلال: جملة: {جاؤُكَ} معطوفة على جملة: {يَصُدُّونَ..}. إلخ في الآية السّابقة فيكون ما بينهما كلاما معترضا. ولا أراه قويا.

{يَحْلِفُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو

<<  <  ج: ص:  >  >>