الحلف الكاذب، ونفي السرقة، ورمي اليهوديّ بها، وانظر ({بَيَّتَ}) في الآية رقم [٨١]: {وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً} أي: عليما دقيقا، فلا يفوته شيء من عملهم، ولا يعجزونه.
هذا؛ و «محيط» أصله: «محوط» لأنّه من: أحاط، يحيط، أو من: حاط، يحوط، وهو أولى، فهو من الباب الأول، فقل في إعلاله: اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علّة متحرّك، والحرف الصّحيح أولى بالحركة من حرف العلّة، فنقلت حركة الواو إلى الحاء قبلها، فصار:«محوط» ثم قلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة قبلها.
قال النّسفي-رحمه الله تعالى-: وكفى بهذه الآية ناعية على الناس ما هم فيه من قلّة الحياء، وعدم الخشية من ربهم مع علمهم: أنّهم في حضرته، لا سترة، ولا غيبة عن علمه. وفي الآية دليل على أنّ الكلام هو المعنى القائم بالنّفس حيث سمّى التدبير: قولا. انتهى.
الإعراب:{يَسْتَخْفُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها، ويجوز اعتبارها في محلّ نصب حال من واو الجماعة في:{يَخْتانُونَ}. {مِنَ النّاسِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {وَلا:} الواو: حرف عطف. ({لا}):
نافية، وجملة:({لا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ}) معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها.
{وَهُوَ:} الواو واو الحال. ({هُوَ}): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
{مَعَهُمْ:} ظرف مكان متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ، والهاء في محل جرّ بالإضافة، والجملة الاسمية في محلّ نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو، والضمير.
{إِذْ:} ظرف لما مضى من الزّمان في الأصل، وهو هنا للحاضر، مبنيّ على السّكون في محل نصب متعلّق بالخبر المحذوف. {يُبَيِّتُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة ({إِذْ}) إليها. {ما:} موصولة، أو موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {لا:} نافية. {يَرْضى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدّرة على الألف للتعذّر، والفاعل يعود إلى {اللهِ} والجملة الفعلية صلة: {ما} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، وهو المفعول به؛ إذ التقدير: الّذي، أو: شيئا لا يرضاه. {مِنَ الْقَوْلِ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المحذوف، العائد على:{ما}. و {مِنَ:} بيان لما أبهم في: {ما}.
{وَكانَ:} الواو: حرف استئناف. ({كانَ}): فعل ماض ناقص. {اللهِ:} اسمها. {بِما:}
جار ومجرور متعلقان ب {مُحِيطاً} بعدهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو: بشيء يعملونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر في محل جرّ بالباء، التقدير: بعملهم. {مُحِيطاً:} خبر: (كان) وجملة: {وَكانَ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.