للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أُولئِكَ:} الإشارة إلى المذكورين في هذه الآية. {سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً} يعني: سنعطيهم على ما كان منهم من طاعة الله، وامتثال أمره ثوابا عظيما، لا يعلم مقداره إلا الله تعالى. وفي الآية التفات من الغيبة إلى التكلم، انظر الالتفات في الآية رقم [٦٤].

الإعراب: {لكِنِ:} حرف استدراك مهمل، مفيد للاستثناء. {الرّاسِخُونَ:} مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمّة؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {فِي الْعِلْمِ:} متعلقان ب‍: {الرّاسِخُونَ}. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في: {الرّاسِخُونَ}. {وَالْمُؤْمِنُونَ:} معطوف على: {الرّاسِخُونَ} مرفوع مثله.

{يُؤْمِنُونَ:} فعل مضارع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، وما عطف عليه. وقيل: هي في محل نصب حال من: ({الْمُؤْمِنُونَ}). وقيل: هي معترضة بين المبتدأ وخبره الآتي. {بِما:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة. {أُنْزِلَ:} فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى (ما) وهو العائد، أو الرابط، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها. {إِلَيْكَ:}

جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ:} معطوف على ما قبله، وإعرابه مثله.

{وَالْمُقِيمِينَ:} منصوب على المدح بفعل محذوف. وهو قول سيبويه، رحمه الله تعالى.

وقيل: معطوف على (ما) المجرورة بالباء، التّقدير: وبالمقيمين، فيكون المراد بهم الأنبياء والرّسل، الإيمان بهم واجب كما لا يخفى، وذكر مكي أقوالا كثيرة أيضا، وكلّها ضعيفة لا يعتدّ بشيء منها؛ لأنّ مثل هذا وارد في كتاب الله تعالى، قال الله عزّ وجل في سورة (البقرة) رقم [١٣٦]: {وَالصّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ} ومنه قول ابن خياط: [البسيط]

وكلّ قوم أطاعوا أمر سيّدهم... إلاّ نميرا أطاعت أمر غاويها

الظّاعنين، ولمّا يظعنوا أحدا... والقائلون لمن دار نخلّيها

المعنى: يخافون من عدوهم لقلّتهم، وذلّهم، فيظعنون، ولا يخاف منهم عدوّهم، فيظعن عن دارهم خوفا منهم، وقالت خرنق بنت عفاف من بني قيس، تصف قومها بالظّهور على العدوّ، ونحر الجزر للأضياف، واللازمة للحرب، والعفة عن الفواحش: [السريع]

لا يبعدن قومي الّذين همو... سمّ العداة وآفة الجزر

النّازلين بكلّ معترك... والطّيّبون معاقد الأزر

الشاهد في البيتين الأولين قوله: «الظاعنين» وفي الآخرين قولها: «النّازلين». هذا وقد قرئ: («والمقيمون») عطفا على: {الرّاسِخُونَ} أو على الضمير في: {يُؤْمِنُونَ} أو على أنه مبتدأ خبره ما يأتي. {الصَّلاةَ:} مفعول به ل‍: (المقيمين). {وَالْمُؤْتُونَ:} يجوز في ما ذكرته في

<<  <  ج: ص:  >  >>