للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عباس، وعمر، وغيرهما في الحمام؛ لأنه يشبهها في اللعب، هذا؛ و {ذَوا} مفرده: ذو، وجمعه:

ذوون، وقد رأيت في الآية رقم [١٧٨] البقرة: أنه يجمع على: {أُولِي} وهو من غير لفظه. {هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ} أي: إن ما يذبح بدلا من الصيد، هو بمنزلة الهدية للحرم، ومعنى بلوغه الكعبة: ذبحه في الحرم، والتصدق به فيه، وقال أبو حنيفة يذبح في الحرم، ويتصدق به حيث شاء.

هذا؛ وسميت {الْكَعْبَةِ} كعبة لارتفاعها، والعرب تسمي كل بيت مرتفع كعبة، وقيل سميت لتربيعها، والأولى أن تقول: سميت لارتفاع قدرها، وسمو مكانتها. {عَدْلُ ذلِكَ:} يقرأ بفتح العين، وكسرها. قال الفراء: العدل ما عادل الشيء من غير جنسه كالصوم، والإطعام، والعدل مثله من جنسه، ومنه: عدلا الحمل، يقال: عندي غلام عدل غلامك بالكسر إذا كان من جنسه، فإن أريد أن قيمته كقيمته، ولم يكن من جنسه، قيل: هو عدل غلامك بالفتح، وانظر الآية رقم [١٣٥] (النساء). {لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ:} ليتحمل ثقل جزاء فعله الذي فعله، وهو هتكه لحرمة الإحرام، والوبال المكروه، والضرر الذي ينال في العاقبة من عمل سوء لثقله عليه من قوله تعالى:

{فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً} أي: ثقيلا شديدا، والطعام الوبيل هو الذي يثقل على المعدة، فلا يستمرأ.

{عَفَا اللهُ عَمّا سَلَفَ:} من قتل الصيد قبل التحريم. وانظر: {عَفَا} في الآية رقم [٥٢] البقرة تجد ما يسرك. {وَمَنْ عادَ:} إلى قتل الصيد بعد التحريم. {فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ} أي: في الآخرة. وهذا الوعيد لا يمنع إيجاب الجزاء في المرة الثانية، والثالثة. {اللهُ:} انظر الاستعاذة. {عَزِيزٌ:} قوي لا يغلبه شيء. {ذُو انْتِقامٍ:} صاحب انتقام: والانتقام المبالغة في العقوبة، والأخذ الشديد بالثأر.

الإعراب: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا:} انظر الآية رقم [١]. {لا:} ناهية. {تَقْتُلُوا:} مضارع مجزوم بلا، وعلامة جزمه حذف النون، الواو: فاعله. {الصَّيْدَ:} مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها كالجملة الندائية قبلها، والجملة الاسمية: {وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير. {وَمَنْ قَتَلَهُ:} انظر: {فَمَنِ اعْتَدى} في الآية السابقة. {مِنْكُمْ:} متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، التقدير: كائنا منكم. {مُتَعَمِّداً:} حال أخرى من الفاعل المستتر. {فَجَزاءٌ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (جزاء): مبتدأ خبره محذوف، التقدير: فعليه جزاء، أو هو خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: فالواجب جزاء. {مِثْلُ:} صفة: (جزاء) أو بدل منه، ويقرأ بالنصب على أنه مفعول ل‍: (جزاء)، أو هو مفعول به لفعل محذوف، التقدير: يخرج، أو يؤدي مثل. ويقرأ بإضافة (جزاء) إلى: {مِثْلُ،} وهي في الحقيقة إلى: {ما} فتكون {مِثْلُ} مقحمة بين المتضايفين، و {ما} تحتمل الموصولة، والموصوفة. وجملة: {قَتَلَ} صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: (قتله). {مِنَ النَّعَمِ:} متعلقان ب‍ (جزاء) على الاعتبار الأخير في إعرابه، أو هو صفة له على اعتبار {مِثْلُ} صفة له، أو بدل منه؛ لأنه مصدر، وما يتعلق به من صلته، والفصل بين الصلة والموصول بالصفة، أو البدل غير جائز؛ لأن الموصول لم يتم، فلا يوصف، ولا يبدل منه. وجوز تعليقهما بمحذوف حال من الضمير المستتر في: {قَتَلَ}. {بِهِ:} متعلقان

<<  <  ج: ص:  >  >>