للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جواب (إذا). {سَلامٌ:} مبتدأ، سوغ الابتداء به-وهو نكرة-الدعاء؛ لأنه من مسوغات الابتداء بالنكرة. {عَلَيْكُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية: {فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ} جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله لا محل له مثله، وجملة: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} في محل نصب مقول القول أيضا. {أَنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير الشأن في محل نصب اسمها. {مَنْ:}

اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {عَمِلَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى {مَنْ}. {مِنْكُمْ:} متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، و (من) بيان لما أبهم في: {مَنْ} {سُوءاً:} مفعول به. {بِجَهالَةٍ:} متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر أيضا، ولا بأس بتعليقهما بمحذوف صفة {سُوءاً} أي: كائنا، أو مفعولا {بِجَهالَةٍ}. {ثُمَّ:} حرف عطف. {تابَ:} ماض معطوف على فعل الشرط، والفاعل يعود إلى من. {مِنْ بَعْدِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَأَصْلَحَ:} معطوف على فعل الشرط أيضا، وفاعله مستتر يعود إلى {مَنْ} أيضا، ومفعوله محذوف، والجملة الاسمية: {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول لا محل لها لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو من مختلف فيه كما رأيت في الآية رقم [٢٩]. هذا؛ وإن اعتبرت {مَنْ} موصولة فهي مبتدأ، والجملة الفعلية بعدها صلتها، والجملة الاسمية: {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} في محل رفع خبره، ودخلت الفاء في خبره؛ لأن الموصول يشبه الشرط في العموم، وتعتبر زائدة، وعلى الوجهين فالجملة اسمية، وهي في محل رفع خبر (أنّ).

بعد هذا نعود إلى إعراب محل (أنّه) في الموضعين، فتح الهمزة في الأول يجعلها تؤول بمصدر، وفي محله وجوه: أحدها: أنه بدل من {الرَّحْمَةَ} فهو في محل نصب، فإن نفس هذا المصدر المتضمن للإخبار بذلك رحمة. والثاني: أنه في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير:

لأنه من عمل، فلما حذفت اللام جرى في محله الخلاف المشهور. والثالث: كونه في محل رفع على أنه مبتدأ، والخبر محذوف، أي: عليه أنه من عمل... إلخ. والرابع: كونه في محل نصب على أنه مفعول: {كَتَبَ،} و {الرَّحْمَةَ} مفعول من أجله. انتهى جمل. وأقواها الوجه الأول، والثالث، والرابع ضعيفان ظاهر فيهما التكلف، والتعسف. وأما كسر الهمزة فينتج عنه جملة اسمية، وفي محلها وجهان: أحدهما: أنها مستأنفة، وجيء بها وبما بعدها كالتفسير لقوله: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} والثاني: أن كتب أجري مجرى قال. فكسرت الهمزة بعده كما تكسر بعد القول الصريح، وأما فتح الهمزة في الموضع الثاني يجعلها تؤول أيضا بمصدر. وفي محله ثلاثة وجوه: أحدها: كونه في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف، أي فغفرانه ورحمته حاصلان لمن عمل سوءا بجهالة، ثم تاب من بعده، أو فعليه غفرانه ورحمته.

الثاني: كون المصدر المؤول في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: فأمره أو شأنه أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>