الآية رقم [٧٦]. {مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ:} بعض ذلك الثمر متشابه، وبعضه غير متشابه في الهيئة، والقدر، والطعم، واللون. {اُنْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ} أي: ثمر كل واحد مما ذكر. {إِذا أَثْمَرَ:} إذا أخرج ثمره كيف يثمر ضئيلا، لا يكاد ينتفع به. هذا؛ وثمر جمع: ثمرة، مثل: بقرة، وبقر، وجمع الجمع: ثمار. {وَيَنْعِهِ} أي: وإلى حال نضجه، كيف يعود ضخما ذا نفع، ولذة، وهو في الأصل مصدر ينعت الثمرة إذا أدركت. وقيل: جمع: يانع، كتاجر، وتجر. وقرئ بالضم، وهو لغة فيه، وقرئ «(يانعة)». {إِنَّ فِي ذلِكُمْ:} الإشارة، إلى جميع ما ذكر من قوله:{إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى..}. إلى هنا. {لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ:} لدلالات على وجود القادر الحكيم، وتوحيده، فإن حدوث الأجناس المختلفة، والأنواع المتفننة من أصل واحد، ونقلها من حال إلى حال لا يكون إلا بإحداث قادر يعلم تفاصيلها، ويرجح ما تقتضيه حكمته مما يمكن من أحوالها، ولا يعوقه عن فعله ندّ يعارضه، وضد يعانده، ولذلك عقبه بتوبيخ من أشرك به، والرد عليه، وهو ما في الآية التالية. هذا؛ وخص المؤمنون بالذكر؛ لأنهم هم المنتفعون بهذه الآيات دون غيرهم.
الإعراب:{وَهُوَ الَّذِي:} مبتدأ وخبر، والجملة الفعلية:{أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً} صلة الموصول، والجار والمجرور متعلقان بالفعل:{أَنْزَلَ،} أو هما متعلقان بمحذوف حال من:
{ماءً،} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا، على القاعدة:«نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا» والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، والجملة الفعلية:{فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ} مستأنفة لا محل لها، ولا يصح عطفها على جملة الصلة لاختلاف الفاعلين في الغيبة، والتكلم.
وجملة:{فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً} معطوفة عليها لا محل لها مثلها، وجملة:{نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً} في محل نصب صفة: {خَضِراً}. {وَمِنَ النَّخْلِ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ طَلْعِها:} بدل مما قبلهما بدل بعض من كل. {قِنْوانٌ:} مبتدأ مؤخر. {دانِيَةٌ:} صفة:
{قِنْوانٌ،} وذكر أبو البقاء وجوها لا طائل تحتها. {وَجَنّاتٍ:} معطوف على: {حَبًّا}. وقيل:
على:{نَباتَ،} كما قيل على: {خَضِراً،} فتكون الجملة الاسمية معترضة بين المتعاطفين، و (جنات) منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {مِنْ أَعْنابٍ:} متعلقان بمحذوف صفة: «(جنات)». هذا؛ وقد قرئ برفع: «(جنات)» على اعتباره مبتدأ خبره محذوف، التقدير: ولكم، أو: ثم جنات، أو: من الكرم جنات، ولا يجوز عطفه على:
{قِنْوانٌ؛} إذ العنب لا يخرج من النخل. {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمّانَ:} معطوفان على: {نَباتَ،} أو على: (جنات...) إلخ، وقال البيضاوي: أو نصب على الاختصاص لعزة هذين الصنفين عندهم. انتهى.. {مُشْتَبِهاً:} حال من: (الرمان)، أو من الجميع. {وَغَيْرَ:} معطوف على ما قبله، و (غير) مضاف، و {مُتَشابِهٍ:} مضاف إليه. {اُنْظُرُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون.
والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مع المتعلق مستأنفة لا محل لها. {إِلى ثَمَرِهِ:}