للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: لما نزلت هذه الآية؛ قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبوا آلهتهم؛ فيسبوا ربكم». فأمسك المسلمون عن سب آلهتهم. فظاهر الآية وإن كان نهيا عن سب الأصنام، فحقيقتها النهي عن سب الله تعالى؛ لأنه سبب لذلك. انتهى خازن.

أقول: ومن هذا القبيل ما يفعله كثير من الناس من سب آباء غيرهم، فيردون لهم الكيل كيلين، والصاع صاعين، أي: فيسبون آباءهم، وأمهاتهم، وأجدادهم. فعن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ من أكبر الكبائر أن يلعن الرّجل والديه».

قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسبّ أبا الرجل، فيسبّ أباه، ويسبّ أمّه، فيسبّ أمّه». رواه البخاري، ومسلم.

الإعراب: {وَلا:} الواو: حرف استئناف. (لا): ناهية جازمة. {تَسُبُّوا:} مضارع مجزوم ب‍ (لا) الناهية، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، والجملة بعده صلته، لا محل لها. {مِنْ دُونِ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المحذوف العائد على الموصول، أو من الموصول نفسه، و {دُونِ:} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {فَيَسُبُّوا:} مضارع مجزوم، أو منصوب، فالأول بالعطف على السابق، والثاني، بإضمار: «أن» على اعتبار الفاء للسببية، وعلامة الجزم، أو النصب حذف النون

إلخ، وعلى الاعتبار الثاني تؤول «أن» المضمرة مع الفعل المضارع بمصدر معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير: لا يكن منكم سبّ للذين يدعون.. فيسبوا الله ظلما... إلخ. {اللهِ:} منصوب على التعظيم. {عَدْواً:} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: هو مفعول لأجله، والثاني: هو مفعول مطلق من غير لفظ الفعل؛ لأن السب عدوان في المعنى. والثالث:

مصدر في موضع الحال، أي: معتدين. هذا؛ ويقرأ بضم العين، والدال، وتشديد الواو، فيكون مصدرا على «فعول» كالقعود، والجلوس، ويقرأ: «(عدوا)» بفتح العين، وتشديد الواو على أنه حال. {بِغَيْرِ:} متعلقان بمحذوف حال، أي: جهلا منهم بالله، و (غير) مضاف، و {عِلْمٍ:}

مضاف إليه. {كَذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف واقع مفعولا مطلقا، التقدير: زينا لهؤلاء أعمالهم تزيينا كائنا مثل تزييننا لكل أمة عملهم، وانظر تفصيل الإعراب في الآية رقم [٥٥] واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {زَيَّنّا:} فعل وفاعل، وانظر إعراب: {حَلَلْتُمْ} في الآية رقم [٥/ ٢]. {لِكُلِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (كل) مضاف، و {أُمَّةٍ:} مضاف إليه. {عَمَلَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية: {كَذلِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِلى رَبِّهِمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

{مَرْجِعُهُمْ:} مبتدأ مؤخر، والهاء فيهما في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية قبلها لا محل لها مثلها. (ينبئهم): مضارع، والفاعل يعود إلى: {اللهِ،} والهاء

<<  <  ج: ص:  >  >>