للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَيُؤْمِنُنَّ بِها} جواب القسم لا محل لها، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه على القاعدة: «إذا اجتمع شرط وقسم؛ فالجواب للسابق منهما ما لم يتقدم عليهما ما يحتاج إلى خبر، فيصح أن يكون الجواب للشرط المتأخر، وأن يكون جوابا للقسم، والمرجح أن يكون للشرط مطلقا». قال ابن مالك-رحمه الله-في ألفيته: [الرجز]

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم... جواب ما أخّرت فهو ملتزم

وإن تواليا وقبل ذو خبر... فالشّرط رجّح مطلقا بلا حذر

وربّما رجّح بعد قسم... شرط بلا ذي خبر مقدّم

هذا؛ والقسم المحذوف، وجوابه المذكور، والشرط المذكور، وجوابه المحذوف كل ذلك جواب لقوله: {وَأَقْسَمُوا بِاللهِ} وهذا القسم، وجوابه كلام مستأنف لا محل له. {قُلْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {إِنَّمَا:} كافة ومكفوفة. {الْآياتُ:} مبتدأ. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، و {عِنْدَ:} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {وَما:}

الواو: حرف استئناف. (ما): اسم استفهام إنكاري مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

{يُشْعِرُكُمْ:} مضارع، والفاعل يعود إلى (ما)، والكاف مفعول به أول، والمفعول الثاني محذوف؛ إذ التقدير: بإيمانهم، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. {أَنَّها:} حرف مشبه بالفعل، وها: ضمير متصل في محل نصب اسمها. {إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {جاءَتْ:} ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل يعود إلى {الْآياتُ} والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على القول المشهور المرجوح. {لا:} نافية. {يُؤْمِنُونَ:} فعل وفاعل، والجملة الفعلية لا محل لها جواب: {إِذا،} ويقرأ الفعل بالياء، والتاء على الخطاب، و {إِذا} ومدخولها في محل رفع خبر: (أنّ)، والجملة الاسمية (إنها... إلخ) مفيدة للتعليل، وهذا على قراءة «(إنها)» بكسر الهمزة. هذا؛ وأما على قراءتها بفتح الهمزة، ففيها اعتبارات كثيرة.

أظهرها: أنها بمعنى «لعلّ» حكى الخليل: (ائت السوق أنّك تشتري لنا منه شيئا) أي:

لعلك، فهذا من كلام العرب، كما حكاه الخليل شاهدا على كون (أنّ) بمعنى (لعل) ويدل على ذلك أنها في مصحف أبي، وقراءته: (وما أدراكم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون) ونقل عنه: (وما يشعركم لعلها إذا جاءت) ورجحوا ذلك بأن «لعل» قد كثر ورودها في مثل هذا التركيب، كقوله تعالى: {وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السّاعَةَ قَرِيبٌ} و {وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكّى}.

الثاني أن تكون (لا) مزيدة، وهذا رأي الفراء، وشيخه، قال: ومثله: {ما مَنَعَكَ أَلاّ تَسْجُدَ} أي: أن تسجد، فيكون التقدير: وما يشعركم: أنها إذا جاءت يؤمنون، والمعنى على هذا: أنها لو جاءت لم يؤمنوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>