للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه: قال الخازن: فإن قلت: كيف أقروا على أنفسهم بالكفر في هذه الآية، وجحدوا الشرك، والكفر في قوله تعالى {وَاللهِ رَبِّنا ما كُنّا مُشْرِكِينَ؟} قلت: يوم القيامة يوم طويل، والأحوال فيه مختلفة، فإذا رأوا ما حصل للمؤمنين من الخير، والفضل، والكرامة؛ أنكروا الشرك، لعل ذلك الإنكار ينفعهم، وقالوا: {وَاللهِ رَبِّنا ما كُنّا مُشْرِكِينَ} فحينئذ يختم على أفواههم، وتشهد عليه جوارحهم بالشرك، والكفر، فذلك قوله تعالى: {وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ} انتهى بحروفه. والله أعلم بمراده وأسرار كتابه، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٤٢] من سورة (النساء).

الإعراب: {يا مَعْشَرَ:} (يا): حرف نداء ينوب مناب «أدعو». (معشر): منادى، وهو مضاف، و {الْجِنِّ:} مضاف إليه. {وَالْإِنْسِ:} معطوف على سابقه. {أَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام مفيد للتوبيخ. (لم): حرف نفي وقلب وجزم، وبدخول الاستفهام أفاد التقرير أيضا.

{يَأْتِكُمْ:} مضارع مجزوم ب‍ (لم)، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والكاف مفعول به. {رُسُلٌ:} فاعله. {مِنْكُمْ:} متعلقان بمحذوف صفة له.

{يَقُصُّونَ:} مضارع، والواو فاعله. {عَلَيْكُمْ:} متعلقان به. {آياتِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، والياء ضمير في محل جر بالإضافة، وجملة: {يَقُصُّونَ..}. إلخ في محل رفع صفة ثانية ل‍:

{رُسُلٌ} أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم. وقيل: في محل نصب حال محذوفة من الضمير المستتر في متعلق الجار والمجرور، والأول أقوى يؤيده قوله تعالى: {وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ} وجملة: {وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ} معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها، و {لِقاءَ:} مفعول به ثان، وهو مضاف، و {يَوْمِكُمْ:} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر صفة يومكم أي المشار إليه، والهاء حرف تنبيه لا محل له، وبعضهم يعتبر اسم الإشارة بدلا، أو عطف بيان، وما ذكرته أولى.

والجملة الفعلية: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف كالجملة الندائية قبلها. {شَهِدْنا:} فعل، وفاعل، وانظر إعراب: {حَلَلْتُمْ} في الآية رقم [٥/ ٢] {عَلى أَنْفُسِنا} متعلقان بما قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية: {شَهِدْنا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها مستأنفة وهي بمنزلة جواب لسؤال مقدر، كأنه قيل: فماذا قالوا عند ذلك التوبيخ؟ فقيل: {قالُوا شَهِدْنا..}. إلخ. و {قالُوا:} ماض لفظا، ومعناه مستقبل، أي: يقولون، وانظر هذا البحث في الآية رقم [٥/ ١١٠] تجد ما يسرك.

(غرتهم): ماض، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، والهاء مفعول به. {الْحَياةُ:} فاعله.

{الدُّنْيا:} صفة الحياة مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {قالُوا..}. إلخ لا محل لها مثلها، واعتبارها في محل نصب حال من واو الجماعة سديد، والمعنى يؤيده، ولكنها تحتاج إلى تقدير: «قد» قبلها، والرابط: الواو،

<<  <  ج: ص:  >  >>