رقم [٥/ ١٠٣] لشرح ذلك، وتفصيله. {وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا} أي: وقت الذبح، وإنما يذكرون أسماء الأصنام عليها. وقيل: لا يحجون عليها، ولا يركبونها لفعل الخير؛ لأنه لما جرت العادة بذكر الله على فعل كل خير؛ ذم هؤلاء على ترك فعل الخير. وانظر شرح:{اِسْمَ} في البسملة. {اِفْتِراءً:} اختلاقا من غير دليل. (يجزيهم): انظر الآية رقم [١٢٠] بعد هذا انظر شرح: {حِجْرٌ} في الآية رقم [٢٣](النساء) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
الإعراب:{وَقالُوا:}(قالوا): فعل، وفاعل، والألف للتفريق، وانظر إعراب:{آمَنُوا} في الآية رقم [٥/ ١]. {هذِهِ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {أَنْعامٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية هذه في محل نصب مقول القول، وجملة {وَقالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَحَرْثٌ:} معطوف على ما قبله. {حِجْرٌ:} صفة {أَنْعامٌ وَحَرْثٌ} وقد رأيت في الشرح: أنه يستوي فيه المفرد، وغيره. {لا:} نافية.
{يَطْعَمُها:} مضارع، وها: مفعول به. {إِلاّ:} حرف حصر. {مَنْ:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: نشاؤه. {بِزَعْمِهِمْ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة. والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الفعلية:
{لا يَطْعَمُها..}. إلخ في محل رفع صفة ثانية ل {أَنْعامٌ وَحَرْثٌ} أو هي في محل نصب حال منهما بعد وصفهما بما تقدم. {أَنْعامٌ:} خبر لمبتدإ محذوف التقدير: وهذه {أَنْعامٌ}. وهذه الجملة معطوفة على ما قبلهما، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. هذا؛ ويجوز عطف أنعام على السابق، فيكون العطف عطف مفرد على مفرد. {حُرِّمَتْ:} ماض مبني للمجهول.
والتاء للتأنيث. {ظُهُورُها:} نائب فاعل، وها: في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل رفع صفة:{أَنْعامٌ}. {أَنْعامٌ:} هو مثل سابقه على الوجهين المعتبرين فيه، والجملة الفعلية:{لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا} في محل رفع صفة: {أَنْعامٌ}. {اِفْتِراءً:} فيه أربعة أوجه:
أحدها-وهو مذهب سيبويه-: أنه مفعول من أجله. الثاني: أنه مصدر، عامله من غير لفظه؛ لأن قوله المحكي عنهم افتراء، فهو نظير:«قعد القرفصاء» وهو قول الزجاج. الثالث: أنه مصدر، عامله من لفظه مقدر، أي: افترى ذلك افتراء. الرابع: أنه مصدر في موضع الحال، أي: قالوا ذلك حال افترائهم، وهي تشبه الحال المؤكدة؛ لأن هذا القول المخصوص لا يكون قائله إلا مفتريا، وقوله:{عَلَيْهِ} يجوز تعلقه ب: {اِفْتِراءً} على القول الأول والرابع، وعلى الثاني والثالث بقالوا، لا ب:{اِفْتِراءً} لأن المصدر المؤكد لا يعمل، ويجوز أن يتعلق بمحذوف صفة ل:{اِفْتِراءً،} وهذا جاز على كل قول من الأقوال السابقة. انتهى جمل بحروفه نقلا عن السمين. {سَيَجْزِيهِمْ:} السين، حرف استقبال، ويقال: حرف تنفيس. (يجزيهم): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والفاعل يعود إلى {اللهِ،} والهاء مفعول به أول.