وانظر رقم [١٤](يونس). {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ:} في الخلق، والرزق، والشرف، والعقل، والقوة، والفضل، فجعل منهم الحسن، والقبيح، والغني، والفقير، والشريف، والوضيع، والعالم، والجاهل، والقوي، والضعيف. وهذا التفاوت بين الخلق في الدرجات.
ليس لأجل العجز، أو الجهل، أو البخل، فإن الله سبحانه منزه عن صفات النقص، وإنما هو لأجل الاختبار، والامتحان، والابتلاء، كما قال تعالى:{لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ} ليظهر للناس الصابر، والشاكر، والمطيع، والعاصي... إلخ. {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقابِ} أي: لمن عصاه؛ لأن كل ما هو آت قريب، والمعنى سريع العقاب إذا جاء وقته، فلا يرد: كيف قال: {سَرِيعُ الْعِقابِ،} مع أنه حليم، والحليم هو الذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه؟ {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ:}
الإعراب:(هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره. {جَعَلَكُمْ:} ماض، والكاف مفعول به أول، والفاعل يعود إلى {اللهِ،} وهو العائد. {خَلائِفَ:} مفعول به ثان، وهو مضاف، و {الْأَرْضِ:} مضاف إليه، وجملة:{جَعَلَكُمْ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها. (رفع): ماض، وفاعله يعود إلى:
{اللهِ}. {بَعْضَكُمْ} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة. {فَوْقَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و {فَوْقَ:} مضاف، و {بَعْضٍ:} مضاف إليه. {دَرَجاتٍ:} منصوب بنزع الخافض، التقدير: إلى درجات، والناصب له عند البصريين النزع، وعند الكوفيين الفعل، والجملة الفعلية {وَرَفَعَ..}. إلخ معطوفة على جملة الصلة لا محل لها، والجملة الاسمية:{وَهُوَ الَّذِي..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {لِيَبْلُوَكُمْ:} مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل يعود إلى:{اللهِ،} والكاف مفعول به. {فِي ما:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {ما} تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب {فِي}. {آتاكُمْ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (الله) والكاف مفعول به أول، والجملة الفعلية صلة:{ما،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، وهو المفعول الثاني. التقدير:
آتاكم إياه، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل:(رفع). {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل، {رَبَّكَ:} اسمها، والكاف في محل جر بالإضافة. {سَرِيعُ:} خبرها، وهو مضاف، و {الْعِقابِ:} مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها، والجملة الاسمية:{إِنَّ رَبَّكَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، والجملة بعدها معطوفة عليها، وإعرابها واضح إن شاء الله تعالى. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.