للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمفعولين، الثاني منهما مجرور بحرف جر في الغالب، وجاء منصوبا في الشعر، وهو كثير.

{بِالْقِسْطِ:} العدل، وهو الوسط في كل أمر، المتجافي عن طرفي: الإفراط، والتفريط.

وقال الخازن: فالأمر بالقسط في هذه الآية يشتمل على معرفة الله بذاته، وصفاته، وأفعاله، وأنه واحد لا شريك له. {وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ:} توجهوا إلى عبادة الله مستقيمين غير عادلين إلى غيرها في كل وقت سجود، أو مكانه، وهو الصلاة، أو في أي مسجد حضرتكم الصلاة، ولا تؤخروها حتى تعودوا إلى مساجدكم. {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} أي: اعبدوا الله مخلصين له الطاعة والعبادة والدعاء، لا تشركوا معه أحدا من خلقه. {قُلْ:} انظر «القول» في الآية رقم [٥].

{رَبِّي:} انظر الآية رقم [٣]. {الدِّينَ:} انظر الآية رقم [١٦١] (الأنعام). هذا؛ وقد خص الله الوجوه بالذكر؛ لأنها أشرف الأعضاء الظاهرة، وفيها أكثر الحواس النافعة، ولأنها مظهر آثار الخشوع، والخضوع، ولأنها مواضع السجود، ولا تنس: أن الوجه ما تتم به المواجهة، وسمي وجها لذلك.

هذا؛ و {مَسْجِدٍ} اسم مكان، وهو بكسر الجيم، والقياس فتحها؛ لأن اسم المكان، والزمان يكونان على وزن: مفعل بفتح العين؛ إن كانا مأخوذين من ماض ثلاثي يجيء مضارعه بفتح العين، أو ضمها، كمذهب ومنظر، وبكسرها إن كانت عين المضارع مكسورة كمجلس ومنزل، وكما خرج مسجد عن القياس، خرج كثير مثل: المشرق، والمغرب، والمنبت، والمسقط، والمرفق والمنخر والمجزر، والمظنة. مع أن مضارعها مضموم العين. وانظر الآية رقم [١١٥] من سورة (البقرة).

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {أَمَرَ:} ماض. {رَبِّي:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والمفعول محذوف، تقديره: «عباده».

{بِالْقِسْطِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما المفعول الثاني، وجملة: {أَمَرَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. (أقيموا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. وانظر إعراب: {اُسْجُدُوا} في الآية رقم [١١].

{وُجُوهَكُمْ:} مفعول به، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و {عِنْدَ:} مضاف، و {كُلِّ:} مضاف إليه، و {كُلِّ:} مضاف، و {مَسْجِدٍ:} مضاف إليه. هذا؛ وفي عطف الجملة: {وَأَقِيمُوا..}. إلخ على ما قبلها أقوال، وتأويلات، وتوجيهات كثيرة، منها: أن التقدير: وقال: أقيموا... إلخ، فحذف «قال» لدلالة الكلام عليه. ومنها: أن العطف على معنى بالقسط؛ إذ المعنى: أقسطوا، وأقيموا... إلخ.

ومنها: أن العطف على محذوف، التقدير: فاقبلوا، وأقيموا... إلخ، وعلى هذا فالفاء هي الفصيحة، وهذا كله للتخلص من عطف الإنشاء على الخبر، (ادعوه): فعل، وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: (أقيموا) على جميع الوجوه المعتبرة فيها. {مُخْلِصِينَ:} حال من واو الجماعة منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون

<<  <  ج: ص:  >  >>