للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الاعتبارين: المصدرية والاسمية. هذا؛ وهمزته بالمد منقلبة عن ياء (تلقاي) لتحركها وانفتاح ما قبلها، ولم يعتد بالألف الزائدة؛ لأنها حاجز غير حصين. {أَصْحابِ:} انظر الآية رقم [٣٦].

{النّارِ:} انظر الآية رقم [١٢]. {قالُوا:} انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {رَبَّنا:} انظر الآية رقم [٢]. {الْقَوْمِ:} انظر الآية رقم [٣١]. {الظّالِمِينَ:} انظر الآية رقم [١٤٦] من سورة (الأنعام).

تنبيه: قال الخازن في تفسير الآية رقم [٤٤]: فإن قلت: إذا كانت الجنة في السماء، والنار في الأرض؛ فكيف يمكن أن يبلغ هذا النداء؟ أو كيف يصح أن يقع؟ قلت: إن الله تعالى قادر على أن يقوي الأصوات، والأسماع، فيصير البعيد كالقريب. انتهى.

قال سليمان الجمل: ويحتمل: أنه تعالى يقرب إحدى الدارين من الأخرى، إما بإنزال العليا، وإما برفع السفلى، فإن قلت: كيف يرى أهل الجنة أهل النار، وبالعكس مع أن بينهما حجابا؛ وهو سور الجنة؟ أجيب باحتمال: أن سور الجنة لا يمنع الرؤية لما وراءه لكونه شفافا كالزجاج، وباحتمال: أن فيه طاقات تحصل الرؤية منها. انتهى.

أقول: إن ما قاله الخازن بعيد كل البعد، وما قاله الجمل أقرب إلى الصواب، فإن نص الآية السابقة: {وَبَيْنَهُما حِجابٌ..}. إلخ يفيد: أنهما متجاورتان، والآيات رقم [٥٠] إلى [٦٠] من سورة الصافات تؤكد هذا كل التأكيد، فإن قوله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ} أي: نظر المؤمن إلى صديقه الكافر الذي كان ينفي البعث بعد الموت، والحساب... إلخ فرآه في وسط جهنم، فوبخه، وأنبه على ما كان يقوله له في الدنيا، ويبقى وجودهما في الآخرة في أي مكان متجاورتين من مكنونات علم الله تعالى، على أننا نعتقد بوجودهما في الدنيا في مكان لا نعرفه، والدليل على ذلك قوله تعالى في حق فرعون، وأشياعه. {النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ} وقال الرسول المعظم: «إذا جاء رمضان؛ فتّحت أبواب الجنة، وغلّقت أبواب النار، وصفّدت الشياطين». رواه الشيخان عن أبي هريرة، رضي الله عنه. خذ هذا التحقيق، فإنه دقيق، وادع الله لي بالتوفيق.

الإعراب: {وَإِذا:} (إذا): انظر الآية رقم [٢٨]. {صُرِفَتْ:} ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {أَبْصارُهُمْ:} نائب فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة. {تِلْقاءَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، وهو مضاف، و {أَصْحابِ:} مضاف إليه، و {أَصْحابِ:} مضاف، و {النّارِ:} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة: {صُرِفَتْ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذا) إليها على القول المشهور المرجوح. {قالُوا:} فعل، وفاعل، والألف للتفريق.

وانظر الآية رقم [٥]. {رَبَّنا:} منادى حذف منه حرف النداء، و (نا): في محل جر بالإضافة.

وانظر الآية رقم [٢٣]. {لا:} دعائية جازمة. {تَجْعَلْنا:} مضارع مجزوم ب‍ {لا،} والفاعل مستتر، تقديره: «أنت»، و (نا): مفعول به. {مَعَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و {مَعَ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>