للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{تَمَسَّنَا:} فعل مضارع منصوب ب‍ {لَنْ} و (نا) مفعول به. {النّارُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {إِلاّ:} حرف حصر. {أَيّاماً:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، أو هو منصوب بنزع الخافض. {مَعْدُودَةً:} صفة: {أَيّاماً}.

{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، {أَتَّخَذْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام وتوبيخ. ({أَتَّخَذْتُمْ}): فعل وفاعل، {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، ويجوز تعليقه ب‍ {عَهْداً؛} لأنه مصدر، كما يجوز اعتباره متعلقا بمحذوف حال من {عَهْداً} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها؛ صار حالا». وجملة:

{أَتَّخَذْتُمْ:} في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ:} مستأنفة لا محل لها؛ لأنها بمنزلة جواب لسؤال مقدر، كما رأيت فيها، وفي أمثالها.

{فَلَنْ:} الفاء: اعتبرها الزمخشري، وتبعه البيضاوي، والنسفي: أنها واقعة في جواب شرط محذوف، تقديره: إن اتخذتم عند الله عهدا؛ فلن... إلخ. (لن): حرف ناصب.

{يُخْلِفَ:} فعل مضارع منصوب ب‍ (لن)، {اللهِ:} فاعله، {عَهْدَهُ:} مفعول به، والهاء: في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط المقدر، كما رأيت على قول الزمخشري، ومن تبعه، والشرط المقدر، ومدخوله في محل نصب مقول القول، وقال ابن عطية: هي معترضة بين المتعاطفين لا محل لها من الإعراب. {أَمْ:} حرف عطف، وهي تحتمل أن تكون متصلة، وهي التي يطلب بها وبالهمزة التّعيين، ويحتمل أن تكون منقطعة، وهي التي بمعنى «بل». {تَقُولُونَ:} فعل مضارع، وفاعله.

{عَلَى اللهِ:} متعلقان به، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {أَتَّخَذْتُمْ} فهي في محل نصب مفعول به ل‍ {تَقُولُونَ،} وساغ ذلك لأنها مبهمة، وهي كناية عن كلام كثير، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: الذي، أو شيئا لا تعلمونه.

فائدة: قال القرطبي: رحمه الله تعالى-: في هذه الآية ردّ على أبي حنيفة وأصحابه، حيث استدلوا بقوله صلّى الله عليه وسلّم: «دعي الصّلاة أيّام أقرائك» في أنّ مدّة الحيض ما يسمّى أيام الحيض، وأقلها ثلاثة أيام، وأكثرها عشرة، قالوا: لأنّ ما دون الثلاثة يسمّى يوما ويومين، وما زاد على العشرة يقال فيه:

أحد عشر يوما، ولا يقال فيه: أيام، وإنّما يقال: أيام: من الثلاثة إلى العشرة، قال الله تعالى:

{فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ فِي الْحَجِّ،} {تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيّامٍ،} {سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيّامٍ}.

فيقال لهم: فقد قال الله تعالى في الصّوم: {أَيّاماً مَعْدُوداتٍ} يعني: جميع الشهر، وقال تعالى: {قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النّارُ إِلاّ أَيّاماً مَعْدُوداتٍ} يعني: أربعين يوما، وأيضا: إذا أضيفت الأيام إلى عارض لم يرد به تحديد العدد، بل يقال: أيام مشيك، وسفرك، وإقامتك، وإن كان ثلاثين، وعشرين، وما شئت من العدد، ولعلّه أراد ما كان معتادا لها، والعادة ستّ، أو سبع، فخرّج الكلام عليه، والله أعلم. انتهى. قرطبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>