وقيل: أول من أحدث ذلك عمرو بن لحي الخزاعي، ثم كان بعده رجال، وآخر واحد منهم اسمه جنادة بن عوف، وهو الذي أدركه النبي صلّى الله عليه وسلّم.
تنبيه: لقد ذكر في النسيء غير ما تقدم، وهو أنهم كانوا يؤخرون تحريم المحرم إلى صفر، ثم يؤخرون التحريم إلى ربيع الأول، ثم إلى ربيع الآخر، وهكذا شهرا بعد شهر، حتى يستدير التحريم على السنة كلها، وكانوا يحجون في كل شهر عامين، فحجوا في ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين، ثم في صفر عامين، وكذا باقي شهور السنة، فوافقت حجة أبي بكر رضي الله عنه في السنة التاسعة قبل حجة الوداع المرة الثانية من ذي القعدة، ثم حج النبي صلّى الله عليه وسلّم في العام المقبل حجة الوداع، فوافقت ذا الحجة، فذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم:«إنّ الزّمان قد استدار كهيئته».
الحديث، أراد بذلك أن أشهر الحج رجعت إلى مواضعها، وعاد الحج إلى ذي الحجة، وبطل النسيء. انتهى. قرطبي وخازن بتصرف كبير مني، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{إِنَّمَا}: كافة ومكفوفة. {النَّسِيءُ}: مبتدأ. {زِيادَةٌ}: خبره. {فِي الْكُفْرِ}:
متعلقان بمحذوف صفة:{زِيادَةٌ،} أو هما متعلقان به لأنه مصدر. {يُضَلُّ}: فعل مضارع مبني للمجهول. {بِهِ}: متعلقان بما قبلهما. {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل، أو في محل رفع فاعل على قراءة «(يَضِل)» وهو مفعول به على قراءة «(يُضِل)» من الرباعي، فيكون الفاعل ضميرا عائدا إلى الله، أو الشيطان، كما جوز على هذه القراءة أن يكون الفاعل {الَّذِينَ،} والمفعول محذوفا، التقدير: يضل به الذين كفروا أتباعهم، وجملة:
{كَفَرُوا}: مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها، وجملة:{يُضَلُّ بِهِ..}. إلخ تعليل لزيادة الكفر، أو هي في محل نصب حال من الكفر، والرابط: الضمير المجرور محلا بالباء، والمعنى على الوجهين صحيح، وعلى الثاني أقوى. {يُحِلُّونَهُ}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية مفسرة للضلال، أو هي في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الضمير فقط. {عاماً}: ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، وجملة:{وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً} معطوفة على ما قبلها.
{لِيُواطِؤُا}: مضارع منصوب ب «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بأحد الفعلين السابقين على التنازع، والثاني أولى عند البصريين لقربه، والأول أولى عند الكوفيين لسبقه. {عِدَّةَ}: مفعول به. {إِنَّمَا}: تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: عدة الذي، أو عدة شيء حرمه الله. {فَيُحِلُّوا}: معطوف على ما قبله منصوب مثله... إلخ. {ما حَرَّمَ اللهُ} هو مثل سابقه، مع ملاحظة أن {إِنَّمَا} مفعول به. {زُيِّنَ}: ماض مبني للمجهول. {لَهُمْ}: