للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات مشركا تبرأ منه، ودل على هذا الوعد قوله تعالى: {قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي}.

انتهى. قرطبي.

تنبيه: مما تقدم يؤخذ منه جواز الاستغفار للأحياء، وطلب التوفيق لهم، بالإيمان، كما يستدل به على أن حالة المرء يحكم عليها عند الموت، فإن مات على الإيمان حكم له به، وإن مات على الكفر حكم له به، وربك أعلم بباطن حاله. انتهى.

بعد هذا فإبراهيم معناه في السريانية: أب رحيم، وفيه سبع لغات انظرها في التفاسير.

{مَوْعِدَةٍ}: مصدر ميمي من (وعد)، وكسرت عينه؛ لأنه مثال واوي، وتكسر عينه في المضارع.

{تَبَيَّنَ}: انظر الآية رقم [٤٣]، {عَدُوٌّ}: انظر الآية رقم [٢٢] (الأعراف)، {لَأَوّاهٌ}: خاشع متضرع، وقيل: كثير الدعاء، وقيل: تواب، وقيل: رحيم بعباد الله، وقيل: موقن، وقيل: كثير التأوه، وكان عليه الصلاة والسّلام يكثر أن يقول: أوه من النار، قبل أن ينفع أوه، وقيل: كثير الذكر لله، وقيل: معلم الخير للناس، وقيل: غير ذلك، {حَلِيمٌ}: كثير الحلم، وهو الذي يصفح عن الذنوب، ويصبر على الأذى، وقيل: الذي لم يعاقب أحدا قط إلا في الله، ولم ينتصر لأحد إلا الله، وكان إبراهيم عليه الصلاة والسّلام كذلك، هذا؛ ومن أسماء الله تعالى (الحليم)، وفسر بحقه تعالى بالذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه، والله أعلم بمراده وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَما}: الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {كانَ}: ماض ناقص.

{اِسْتِغْفارُ}: اسم {كانَ،} وهو مضاف، و {إِبْراهِيمَ}: مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، فهو مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة. {لِأَبِيهِ}: جار ومجرور متعلقان بالمصدر {اِسْتِغْفارُ،} وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء: في محل جر بالإضافة، {إِلاّ}: حرف حصر.

{عَنْ مَوْعِدَةٍ}: متعلقان بمحذوف خبر {كانَ}. {وَعَدَها}: ماض، والفاعل يعود إلى إبراهيم، أو إلى أبيه، انظر الشرح، والهاء: مفعول به أول، {إِيّاهُ}: ضمير نصب منفصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ثان، وجملة: {وَعَدَها إِيّاهُ} في محل جر صفة:

{مَوْعِدَةٍ}. وإن اعتبرتها في محل نصب حال من {إِبْراهِيمَ،} أو من (أبيه) فالمعنى لا يأباه، والرابط: الضمير على الاعتبارين. {فَلَمّا}: الفاء: حرف استئناف. (لما): انظر الآية رقم [٧٧]، {تَبَيَّنَ}: ماض. {لَهُ}: متعلقان به. {أَنَّهُ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب اسمها. {عَدُوٌّ}: خبر أن. {لِلّهِ}: متعلقان ب‍ {عَدُوٌّ}. أو بمحذوف صفة له، وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل {تَبَيَّنَ}. والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية على القول بحرفية (لما)، وفي محل جر بإضافة (لما) إليها على القول بظرفيتها، {تَبَرَّأَ}: ماض، والفاعل يعود إلى {إِبْراهِيمَ}. {مِنْهُ}: متعلقان به، والجملة الفعلية جواب

<<  <  ج: ص:  >  >>