يعبدون، وفي هذا دليل على أن الخلق قد جبلوا على الرجوع إلى الله في الشدائد، وأن المضطر يجاب دعاؤه، وإن كان كافرا؛ لانقطاع الأسباب، ورجوعه إلى رب الأرباب، ففي حالة الخوف والشدة والبلاء كل واحد يعود إلى الله بالالتجاء إليه، والاعتماد عليه حتى الملاحدة والدهريين في هذا العصر. {لَئِنْ أَنْجَيْتَنا} أي: من هذه الشدائد، وهذا البلاء، أي: يقولون ذلك.
{لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّاكِرِينَ} أي: العاملين بما يرضيك على نعمة النجاة من هذا البلاء، وانظر الشكر في الآية رقم [١١٢] التوبة. وفي قوله تعالى:{وَجَرَيْنَ بِهِمْ} التفات من الخطاب إلى الغيبة للمبالغة كأنه تذكرة لغيرهم ليتعجب من حالهم، وينكر عليهم، وانظر الالتفات في رقم [٥٠].
الإعراب:{هُوَ الَّذِي}: مبتدأ وخبر، وجملة:{يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}: صلة الموصول لا محل لها. {حَتّى}: حرف ابتداء، ويعتبرها الأخفش جارة ل {إِذا،} وقد رده ابن هشام في المغني، وعلى قول الأخفش تحتمل أن تكون متعلقة بالفعل {يُسَيِّرُكُمْ،} وهو ظاهر قول الزمخشري، وأن تكون متعلقة بمحذوف دل عليه السياق، التقدير: دام ذلك إلى وقت سيركم في البر والبحر. {إِذا}: انظر الآية رقم [١٢]. {كُنْتُمْ}: ماض ناقص مبني على السكون، والتاء:
اسمه. {فِي الْفُلْكِ}: متعلقان بمحذوف خبر كان، وجملة:{كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ}: في محل جر بإضافة {إِذا} إليها. {وَجَرَيْنَ}: فعل وفاعل. {بِهِمْ}: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما.
{بِرِيحٍ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وجوز تعليقهما بمحذوف حال من نون النسوة، التقدير:
ملتبسة بريح طيبة. {وَفَرِحُوا}: فعل وفاعل. والألف للتفريق. {بِها}: متعلقان بما قبلهما، وجملة:{وَجَرَيْنَ..}. إلخ و {وَفَرِحُوا بِها}: معطوفتان على جملة: {كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ}: فهما في محل جر مثلها. وجواز أن تكون الثانية حالا من الضمير في {بِهِمْ،} والرابط: الواو، والضمير، وتكون (قد): قبلها مقدرة. {جاءَتْها}: ماض، والتاء للتأنيث، والهاء: مفعول به.
{بِرِيحٍ}: فاعل. {عاصِفٌ}: صفة: {بِرِيحٍ}. وجملة:{جاءَتْها..}. إلخ: جواب {إِذا} لا محل لها، و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، وجملة:{وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ}: لا محل لها مثله.
{مِنْ كُلِّ}: متعلقان بالفعل قبلهما. أو هما متعلقان بمحذوف حال من {الْمَوْجُ،} و {كُلِّ}:
مضاف، و {مَكانٍ}: مضاف إليه. {وَظَنُّوا}: فعل وفاعل، والألف للتفريق. {أَنَّهُمْ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {أُحِيطَ}: ماض مبني للمجهول. {بِهِمْ}: متعلقان في محل رفع نائب فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي (ظنوا) والجملة الفعلية معطوفة على جواب، {إِذا} لا محل لها مثله. {دَعَوُا}: ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة التي هي فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية بدل من جملة:{وَظَنُّوا..}. إلخ؛ لأن دعاءهم من لوازم ظنهم. {اللهَ}: منصوب على التعظيم. {مُخْلِصِينَ}: حال من واو الجماعة