عليهم، وإظهار دينك. {وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ}: لأنه جلت حكمته، وعلت كلمته لا يحكم إلا بالحق، ولا يمكن الخطأ في حكمه لاطلاعه على السرائر اطلاعه على الظواهر.
تنبيه: قيل: الآية منسوخة بآية القتال، وقيل: ليست منسوخة، ومعنى:{وَاصْبِرْ} أي: على الطاعة، وعن المعصية، وقال ابن عباس-رضي الله عنه-: لما نزلت الآية جمع النبي صلّى الله عليه وسلّم الأنصار، ولم يجمع معهم غيرهم، فقال:«إنّكم ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض». وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-بمثل ذلك، ثم قال أنس: فلم يصبروا، فأمرهم بالصبر، كما أمره الله تعالى، وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن حسان-رضي الله عنهما-: [الوافر]
ألا أبلغ معاوية بن حرب... أمير المؤمنين نثا كلامي
بأنّا صابرون ومنظروكم... إلى يوم التّغابن والخصام
الإعراب:{وَاتَّبِعْ}: (اتبع): أمر، وفاعله مستتر تقديره:«أنت». {ما}: تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {يُوحى}: مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل مستتر تقديره:
«هو» يعود إلى {ما}. {إِلَيْكَ}: متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية صلة {ما،} أو صفتها، والعائد أو الرابط: رجوع نائب الفاعل إليها، وجملة (اتبع...) إلخ مستأنفة لا محل لها، وجملة:(اصبر) مع المتعلق المحذوف معطوفة عليها لا محل لها مثلها. {حَتّى}: حرف غاية وجر بعدها: «أن» مضمرة، وهي بمعنى: إلى أن. {يَحْكُمَ}: مضارع منصوب ب «أن» المضمرة. {اللهُ}: فاعله، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر ب {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل: (اصبر)، والجملة الاسمية:{وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ} في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الواو، والضمير.