للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مِنْهُ} يعود إلى الله، أو إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم. {أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ} أي: يغطون رءوسهم بثيابهم، ظنّا منهم بأن الله لا يراهم. {يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ} أي: لا يخفى على الله شيء من أمرهم، سواء أسروه، أم جهروا به. {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ} أي: بأسرار ذات الصدور، أو بالقلوب وأحوالها، وانظر {بِذاتِ} في الآية رقم [١] -من سورة (الأنفال).

تنبيه: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: نزلت في الأخنس بن شريق، وكان رجلا حلو الكلام حلو المنظر، وكان يلقى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بما يحب، وينطوي بقلبه على ما يكره. انتهى.

وانظر ما ذكرته في الأخنس في الآية رقم [٢٠٤] من سورة (البقرة)، وقيل: نزلت في المنافقين، وهو بعيد؛ لأن السورة مكية كما رأيت، والمنافقون كانوا في المدينة، وقيل: كان الرجل من الكفار يدخل بيته، ويرخى ستره، ويحني ظهره، ويتغشى بثوبه، ويقول: هل يعلم الله ما في قلبي. انتهى. خازن بتصرف.

الإعراب: {أَلا}: حرف تنبيه واستفتاح يسترعي انتباه المخاطب لما يأتي بعده من كلام.

{إِنَّهُمْ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {يَثْنُونَ}: مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله.

{صُدُورَهُمْ}: مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {يَثْنُونَ} في محل رفع خبر (إن) والجملة الاسمية: {إِنَّهُمْ..}. إلخ ابتدائية لا محل لها. {لِيَسْتَخْفُوا}: مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْهُ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وقيل: متعلقان بالفعل {يَثْنُونَ}. {أَلا}: مثل سابقتها. {حِينَ}: ظرف زمان منصوب متعلق بفعل محذوف دل عليه ما قبله، التقدير: ألا يستخفون حين، أو هو متعلق بالفعل: {يَعْلَمُ} بعده، {يَسْتَغْشُونَ}: مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {ثِيابَهُمْ}: مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:

{يَسْتَغْشُونَ..}. إلخ في محل جر بإضافة {حِينَ} إليها. {يَعْلَمُ}: مضارع بمعنى يعرف. {ما}:

تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط: محذوف، التقدير:

يعلم الذي أو شيئا يسرونه، وعلى الثالث تؤول (ما) مع الفعل بمصدر في محل نصب مفعول به، التقدير: يعلم سرهم، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. وإعراب: {وَما يُعْلِنُونَ} مثل سابقه.

{إِنَّهُ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل اسمها. {عَلِيمٌ}: خبرها. {بِذاتِ}:

متعلقان ب‍ {عَلِيمٌ؛} لأنه مبالغة اسم الفاعل لذا فاعله مستتر فيه، و (ذات) مضاف، و {الصُّدُورِ}: مضاف إليه، والجملة الاسمية: {إِنَّهُ..}. إلخ تعليلية، أو مستأنفة، لا محل لها على الوجهين. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>