للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولهم. {قُلْ}: الخطاب للنبي، أو لنوح عليهما، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ألف صلاة وأزكى سلام. {إِنِ افْتَرَيْتُهُ} أي: اختلقته وافتعلته؛ يعني: الوحي والرسالة. {فَعَلَيَّ إِجْرامِي} أي: عقاب إجرامي وإثمه، وإن كنت محقّا فيما أقوله، فعليكم عقاب تكذيبي، والإجرام:

مصدر أجرم، وهو اقتراف السيئة، يقال: أجرم وجرم بمعنى أنه اكتسب الذنب، وافتعله، قال الهيردان أجد لصوص بني سعد: [الوافر]

طريد عشيرة، ورهين جرم... بما جرمت يدي، وجنى لساني

ومن قرأ: «(أجرامي)» بفتح الهمزة ذهب إلى أنه جمع جرم. {وَأَنَا بَرِيءٌ مِمّا تُجْرِمُونَ} أي:

بريء من كفركم وتكذيبكم، ومعنى الآية: فأنتم لا تسألون عن عملي، وأنتم بريئون منه، وأنا بريء من عملكم، ولا أسأل عما تعملون، وما أشبه معنى هذه الآية بالآية رقم [٤١] من سورة (يونس)، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {أَمْ}: حرف عطف بمعنى (بل). {يَقُولُونَ}: مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {اِفْتَراهُ}: ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، أو إلى نوح عليه السّلام، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {يَقُولُونَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، أو هي معترضة كما رأيت، ولا محل لها على الاعتبارين. {قُلْ}: أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {إِنِ}: حرف شرط جازم. {اِفْتَرَيْتُهُ}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَعَلَيَّ}: الفاء: واقعة في جواب الشرط. (عليّ): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {إِجْرامِي}: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله على اعتباره مصدرا، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، و (إن) ومدخولها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. (أنا):

ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {بَرِيءٌ}: خبره. {مِمّا}: متعلقان ب‍ {بَرِيءٌ؛} لأنه صفة مشبهة، وما: تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب‍ (من)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط: محذوف؛ إذ التقدير: من الذي أو من شيء تجرمونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر ب‍ (من)، التقدير: من إجرامكم، والجار والمجرور متعلقان ب‍ {بَرِيءٌ،} والجملة الاسمية: {وَأَنَا بَرِيءٌ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جزم مثلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>