للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض، ويجمعه، ويرتّبه. وفي الاصطلاح: اسم جملة مختصّة من العلم، مشتملة على أبواب، وفصول، ومسائل غالبا، ورحم الله من يقول: [الطويل]

لنا جلساء ما يملّ حديثهم... ألبّاء مأمونون غيبا ومشهدا

يفيدوننا من علمهم علم ما مضى... وعقلا وتأديبا ورأيا مسدّدا

فإن قلت أحياء فما أنت كاذب... وإن قلت أموات فلست مفنّدا

وإنّي أتمثّل بقول آخر: [الخفيف]

ما تطعّمت لذّة العيش حتّى... صرت للبيت والكتاب جليسا

ليس عندي شيء ألذّ من ال‍... علم فلم أبتغي سواه أنيسا

إنّما الذّلّ في مخالطة النّا... س فدعهم وعش عزيزا رئيسا

ورحم الله من يقول: [الطويل]

وقائلة أتلفت في الكتب ما حوت... يمينك من مال فقلت دعيني

لعلّي أرى فيها كتابا يدلّني... لأخذ كتابي في غد بيميني

ورحم الله من يقول: [الوافر]

كتابي فيه بستاني وروحي... ومنه سمير نفسي والنّديم

يسالمني وكلّ النّاس حرب... ويسليني إذا عرت الهموم

ويحيي لي تصفّح صفحتيه... كرام النّاس إن فقد الكريم

إذا اعوجّت عليّ طريق قومي... فلي فيه طريق مستقيم

وبالجملة: فالكتاب هو نعم الذّخر، والعدّة، والشّغل، والحرفة، جليس لا يضرّك، ورفيق لا يملّك، يطيعك باللّيل طاعته بالنّهار، ويطيعك في السّفر طاعته في الحضر، إن ألفته؛ خلّد على الأيّام ذكرك، وإن درسته؛ رفع بين الخلائق قدرك.

الإعراب: {وَلَمّا:} الواو: حرف عطف. (لمّا): حرف وجود لوجود عند سيبويه، وبعضهم يقول: حرف وجوب لوجوب، وهي ظرف بمعنى «حين» عند ابن السّراج، والفارسي، وابن جنّي، وجماعة، تتطلّب جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، وصوّب ابن هشام الأوّل، والمشهور الثاني. {جاءَهُمْ رَسُولٌ:} ماض، ومفعوله وفاعله، والجملة الفعلية لا محل لها على اعتبار (لمّا) حرفا، وهي في محل جرّ بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا، وعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>