من الله». وفي رواية:«الرؤيا الحسنة فإذا رأى أحدكم ما يحبّ، فلا يحدّث بها إلاّ من يحبّ، وإذا رأى ما يكره، فليتعوّذ بالله من شرّها، وليتفل ثلاث مرات عن يساره، ولا يحدّث بها أحدا، فإنها لا تضرّه». وفي بعض الروايات:«وليتحول عن جنبه للآخر». وفي بعضها:«وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم من شرها». وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٦٤] من سورة (يونس) عليه السّلام، وما أذكره في الآية رقم [٤٣] الآتية وما بعدها.
بعد هذا انظر {كادَ} في الآية رقم [١١٧] من سورة (التوبة)، والفرق بينها وبين الفعل هنا، وإعلال {مُبِينٌ} في الآية رقم [٦] من سورة (هود)، وانظر شرح الإنسان في الآية رقم [١٢] من سورة (يونس). {عَدُوٌّ}: هو ضد الصديق، وهو على وزن فعول بمعنى فاعل، مثل صبور وشكور، وما كان على هذا الوزن يستوي فيه المفرد والمثنى، والجمع، والمذكر، والمؤنث، إلا لفظا واحدا جاء نادرا، قالوا: هذه عدوّة الله، قال تعالى:{إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا،} وقال تعالى حكاية عن قول إبراهيم عليه السّلام: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاّ رَبَّ الْعالَمِينَ} والجمع أعداء وأعاد، وعدات، وعدى، وقيل: أعاد جمع: أعداء، فيكون جمع الجمع، وفي القاموس المحيط: والعدا بالضم والكسر: اسم الجمع.
«أدعو». (بني): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {لا}: ناهية جازمة.
{تَقْصُصْ}: مضارع مجزوم ب {لا} الناهية، والفاعل مستتر تقديره:«أنت». {رُؤْياكَ}: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والكاف في محل جر بالإضافة.
{عَلى إِخْوَتِكَ}: متعلقان بالفعل قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة. {فَيَكِيدُوا}: مضارع منصوب ب «أن» مضمرة بعد الفاء السببية وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لَكَ}: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، واللام هي لام التقوية، أي: أنها زائدة، والكاف مفعول به، وانظر ما ذكرته في {فَعّالٌ لِما يُرِيدُ} في الآية رقم [١٠٧] من سورة (هود). {كَيْداً}: مفعول مطلق. ولأبي البقاء اعتبارات أخرى، فهي غير معتمدة. {إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {الشَّيْطانَ}: اسم {إِنَّ}. {لِلْإِنْسانِ}: متعلقان ب {عَدُوٌّ} بعدهما. {عَدُوٌّ}: خبر: {إِنَّ}. {مُبِينٌ}: صفة ثانية ل {عَدُوٌّ،} والجملة الاسمية:
{إِنَّ..}. إلخ تعليل للنهي لا محل لها، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير: لا يكن منك قص لرؤياك على إخوتك، فكيد لك منهم، والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ يا بُنَيَّ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.